"ده وقتك ده يومك يابنت اليوم.. قومي اصحي من نومك بزياداكي نوم.. وطالبي بحقوقك واخلصي من اللوم..ليه مانكونشي زي الغربية.. ونجاهد في حياتنا بحرية.. شطارة شاطرين قدارة قادرين، مين في خفتنا ودردحتنا مين..معانا شهادات ودبلومات ونعرف بولوتيكا بالسبع لغات..ليه مانكونشي بقى ليه زي الراجل ليه" لم يكن يعلم فنان الشعب سيد درويش أن كلماته التي تغنى بها في مطلع القرن العشرين، سترج أرجاء قاعة الحريات بنقابة المحامين، فبعد أكثر من قرن من الزمان، تتغنى بها نساء مصر الثائرات من كل الأطياف والتيارت، ليعلنوا رفضهم لتلك الأفكار المتشددة التي تسحق الهوية المصرية وتستبدلها بثقافة وهابية ويؤكدن أنهن في أوائل الصفوف التي ستشارك يوم 30 يوينو. إنهن نساء مصر تجمعن بالأمس فى مؤتمر تنسيقية العمل الجماهيري لنساء مصر تحت عنوان "المرأة و30 يونيو" ليستعرضن فيه كيفية التنظيم لفعاليات مشاركة النساء والنصائح التي يجب أن تتبعها كل سيدة مشاركة في هذا اليوم. قالت راوية عبد الرحمن -مؤسس تنسيقية العمل الجماهيري لنساء مصر- إن 30 يوينو هو استكمال الكفاح المرأة التي بدأته في ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن فكرة التنسيقية انطلقت من تلك الحالة والوحدة التي خلقتها روح الثورة، لتصبح محاولة لتجميع الصفوف وخلق التواصل والتنظيم بين المنظمات النسائية المختلفة والمبادرات المستقلة المدافعة عن حقوق المرأة. وأشارت إلى أن المرأة المصرية ليست فقط نصف المجتمع، بل تحمل النصف الآخر على عاتقها، ومن الطبيعي أن يبدر فى الأذهان سؤال"ليه الست المصرية لازم تنزل تشارك فى 30 يونيو"؟، لتكون الإجابة وبكل وضوح، لأن النظام الحالي تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين ينكر وجود المرأة المصرية، ومن ثم لا خيار لها إلا النزول والمشاركة من أجل الدفاع عن الوطن أولا وعن حقوقها وحرياتها كإنسانة. وترى الكاتبة فتحية العسال أن الثورة المقبلة هي ثورة النساء، لأن سلبيات ما وصفته بالحكم الظالم للإخوان المسلمين دخل كل بيت في مصر، والأمهات اللواتي فقدن أبناءهن شهداء في ثورة يناير لن يسمحن بضياع حقوق أبنائهن ،ومن ثم فكل امرأة تمردت على النظام الحالي الذي أهدر حقوق الشهداء ولم يأت بالقصاص، فالمرأة ستظل العمود الفقرى ليوم 30 يونيو.. واقترحت أنه يتم اختيار ميادين محددة تتركز فيها النساء، ويتم ذلك من خلال التنظيم بين التسيقية و المنظمات النسوية والحقوقية وكل الائتلافات والأحزاب، مرجحة أن يكون ميدان السيدة زينب وطلعت حرب من أماكن التجمعات النسائية، تحسبا لحدوث أي اشتباكات أو أحداث عنف عند الاتحادية. , وحذرت د.نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة من تكرار نفس أخطاء ثورة يناير فيما يتعلق بمطالب المرأة وهى في طريقها إلى 30 يوينو "، لافتة إلى الأرقام المخزية الهزيلة لتمثيل المرأة في البرلمان - 2%- بعد أن كانت 12 % فى برلمان 2010 في الوقت الذي مثلت المرأة في البرلمان الجزائري بنسبة 36% ، وحظيت المرأة التونسية والليبية بعد الثورة على 50% من القوائم الحزبية ، في الوقت الذي تحتل فيه مصر رقم واحد بين الدول العربية في تراجع مشاركة المرأة السياسية لعام 2012 . وأشارت إلى أن المطالب النسائية في قلب مطالب الثورة ولن نتفاوض عليها، وأن الوطن لن يتحرر بدون أن يعطيها أي نظام سواء إسلامي أو مدني "حقوق ولا وعود " فعلى المستوى السياسي نريد التأكيد على أن يكون النظام الانتخابي بالقائمة النسبية وألا يقل ترشيح النساء عن 35% على القوائم في جميع المجالس المنتخبة، أما على المستوى الاقتصادي فنحتاج إلى إلغاء التمييز ضد المرأة فى سوق العمل والتأكيد على توفير فرص العمل والتدريب على قاعدة المساواة. وقدمت ابتسام عمرو أ،مين المرأة بحزب العدل واللجنة التنسيقية للمرأة- مجموعة من المقترحات والنصائح للسيدات اللائي سيشاركن يوم 30 يوينو حتى يكونوا بمأمن عن أي حوادث عنف أو تحرش ممنهج أو اعتداء يتعرضن له ومنها ارتداء أكثر من طبقة من الملابس من بنطلون و"تى شيرتات" تحت الملابس ليكون هناك صعوبة في تمزيق كل الطبقات من الملابس، وارتداء أحذية خفيفة لسهولة الحركة والهروب في وقت الاشتباكات، وعدم ارتداء الحلي، وعدم استعمال حقائب النساء حتى لاتكون مطمعًا للسرقات، بالإضافة إلى استعمال الشمسيات وأغطية الرأس للحماية من الشمس، وحمل صفارة لطلب النجدة السريعة من المتظاهرات أصدقائها في حال تعرضها لأذى كما نصحت السيدات بضرورة حمل بطارية يتم استخدامها فى حالة إظلام الميادين للإضاءة، ورزاز الفلفل أو "جلانس" أو "بيروسول" للدفاع عن النفس ضد أي معتدى، فضلا عن ضرورة حرص السيدات على التواجد في مجموعات كبيرة وليست فرادى، حتى لا تتجمع حولهن دوائر التحرش الممنهج. أما عن السيدات اللواتى لم يتمكن من النزول، فيستطعن أن يضعوا بالبلكونات والشرفات علم "مصر"،وشعار "ارحل"أو"الشعب يريد إسقاط الإخوان " والتصفيق بغطاء الحلة. وقالت شوقية الكردى: "إن دور تنسيقية العمل الجماهيرى لنساء مصر لاستعدادات مشاركة المرأة فى 30 يوينو، والتى يستهدفها المؤتمر هو التنسيق مع أمانات المرأة فى الأحزاب المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية بقضايا الدفاع عن حقوق المرأة،من أجل تنظيم كل الفعاليات المشتركة من حشد الجماهير وحثهم على المشاركة فى الميادين، لتصبح الست المصرية جزءا أصيلًا من يوم 30 يونيو كما كانت فى 25 يناير . وأكدت أن ستات مصر سيتقدمون صفوف الثوار رافعات شعار"دماؤنا ليست أغلى من دماء أبنائنا وشبابنا وأزواجنا وأشقائنا "، مؤكدة أن دعوات التخويف والإرهاب التى يوجهها الإخوان وأنصارهم لن تمنع نساء مصر عن مشاركتهن فى الميدان يوم 30 يوينو.