وضع "إدوارد سنودين"، عميل المخابرات المركزية الأمريكية، اليوم، واشنطن في موقف حرج حقًا بعد كشفه عن بعض أنشطة التجسس الأكثر سرية للحكومة الأمريكية، في الأشهر القليلة الماضية، ألقى بعض الساسة ووسائل الإعلام بالولاياتالمتحدة باتهامات تجسس على الإنترنت واحدة تلو الأخرى ضد الصين، في محاولة لجعلها واحدة من أكبر مرتكبي أنشطة التجسس عبر الإنترنت. كما تم تسليط الضوء على هذه المزاعم خلال قمة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" مع نظيره الأمريكي "باراك أوباما"، والتي عقدت في وقت سابق من هذا الشهر في كاليفورنيا، بهدف مساعدة أكبر اقتصادين في العالم على بناء نمط جديد للعلاقات بين القوتين، وبدا أن كل ذلك كان يسير على ما يرام نسبيًا حتى تم الكشف عن برنامج بريزم "لوكالة للأمن القومي الأمريكية". ووفقًا لسنودين، فإن الحكومة الأمريكية قد شاركت في أنشطة تجسس مشكوك فيها على نطاق واسع ليس فقط على مواطنيها، بل أيضًا هيئات حكومية وأكاديمية وتجارية في جميع أنحاء العالم. وكشف آخر تقرير لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" ومقرها هونغ كونغ، والتي تمكنت من الوصول لسنودين بعد فراره إلى الأراضي الصينية، كشف أن واشنطن اخترقت أنظمة الكمبيوتر الخاصة بشركات اتصالات صينية كبيرة وأحدة أفضل الجامعات بالبلاد. كما يشكل هذا، إلى جانب الادعاءات السابقة، مدعاة للقلق، إذ يثبت ذلك أن الولاياتالمتحدة، التي تحاول لعب دور ضحية هجمات الإنترنت، تحولت إلى أكبر شرير في عصرنا، في الوقت الراهن، وتبدو واشنطن مشغولة بالإجراءات القانونية لتسليم "سنودين". لكن بالنسبة للدول الأخرى، فإنه يتعين على واشنطن أن تنظف سجلها أولاً وهي مطالبة أيضًا بتقديم تفسير للصين والدول الأخرى التي يزعم أنها تجسست عليها. كما يجب أن تتقاسم واشنطن مع العالم نطاق ومدى والهدف من برامجها للقرصنة السرية، إن الدراما التي تحيط الآن بسنودين تميل لدعم موقف الصين في قضية أمن الإنترنت. ولاريب أن الولاياتالمتحدة والصين ودول أخرى كثيرة وقعت ضحية للقرصنة، ونظرًا لحدود الإنترنت الواسعة وغير المرسومة، فإنه ينبغي على هذه الدول أن تجلس معًا وتتحدث عن شكوكها. كما يمكنها أن تعمل بنوايا خالصة على وضع بعض القواعد التي يمكن أن تساعد في تحديد أنشطة الإنترنت وتنظيم آليات يمكن من خلالها تسوية الخلافات في حال ظهرت احتكاكات، ويتعين على الحكومة الأمريكية أن تتحرك على نحو أفضل لتبديد مخاوف الدول الأخرى. وكالات أخبار مصر - البديل