تظاهر العشرات أمام القنصلية الأمريكية في هونغ كونغ تضامنا مع سنودين كشف ادوارد سنودين الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي الذي سرب تفاصيل برامج تجسس أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن معلومات جديدة تشير إلى تورط الأجهزة الأمريكية في التجسس على الصين وهونغ كونغ منذ عام 2009. واتهم سنودين في مقابلة نشرتها صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست واسعة الانتشار الخميس "وكالة الأمن القومي الأمريكي بقرصنة موزع الانترنت الرئيسي في هونغ كونغ المسؤول عن تزويد خدمات الانترنت في هونغ كونغ". وأوضح سنودين أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تقوم بعمليات قرصنة الكترونية على هونغ كونغ منذ عام 2009 مشيرا إلى أن من بين المؤسسات التي تعرضت للقرصنة الالكترونية " الجامعة الصينية في هونغ كونغ التي تحوي موزع الانترنت الرئيسي للجزيرة". وكان سنودين أكد الأربعاء أنه لا يرغب في مغادرة هونغ كونغ وتعهد بمقاومة أي محاولات لترحيله من هونغ كونغ. وقال سنودين في مقابلة مع صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست " أنا لست خائنا ولا بطلا. أنا أمريكي". وأضاف "لست هنا هاربا من العدالة. انا هنا للكشف عن الإجرام". ولجأ سنودين إلى هونغ كونغ قبل فترة وجيزة من نشر تقارير عن "التجسس الإلكتروني" في صحيفة "الغارديان" البريطانية و "واشنطن بوست" الأمريكية الأسبوع الماضي. لا معلومات في هذه الأثناء، قالت الصين إنها " ليس لديها أي معلومات" لتقديمها حول وضع ادوارد سنودين الذي جاءت ترسيباته على أرض هونغ كونغ التي تقع تحت السيادة الصينية وسط توتر بين واشنطن والصين بسبب تبادل الاتهامات بالتجسس الالكتروني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينغ إن " الصين ليس لديها معلومات لتقديمها" عند سؤالها عما إذا كانت واشنطن تطرقت إلى قضية ترحيل سنودين من هونغ كونغ مع المسؤولين الصينيين. الأمن القومي وتعد هذه المرة الأولى التي يكشف فيها سنودين علانية عن قيام وكالة الأمن الأمريكية بمراقبة الانترنت في دول أخرى خارج الولاياتالمتحدة التي يرى مسؤولوها أن برامج المراقبة كانت ضرورية لصالح " الأمن القومي". ودافع مدير وكالة الأمن القومي كيث أليكسندر عن نشاط وكالته قائلا إن نشاطات التجسس المذكورة قد ساهمت في كشف وإعاقة عشرات المؤامرات التي حيكت لتنفيذ أعمال إرهابية وذلك خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي. من ناحية أخرى، تظاهر العشرات من النشطاء أمام مقر القنصلية الأمريكية في هونغ كونغ تضامنا مع سنودين. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها " سنودين أخي" ومن المتوقع أن تجرى مسيرة ضخمة تضامنا مع سنودين يوم السبت المقبل. يذكر أن نظام المراقبة الأمريكي الذي أطلق عليه "بريزم" يسمح لأجهزة الاستخبارات الأمريكية بمراقبة البيانات المتداولة على الخوادم الالكترونية لكبرى شركات المعلوماتية مثل غوغل وفيسبوك ومايكروسوفت. وطلبت تلك الشركات من الحكومة الأمريكية الأربعاء السماح لها بالكشف عن الطلبات الأمنية التي تتلقاها منها لتسليمها بيانات تتعلق بمستخدميها. وجاءت هذه الخطوة بعد التقارير الأخيرة التي كشفت عن أن السلطات الأمريكية تمتلك مدخلا مباشرا إلى خوادم (سيرفرات) تسعة شركات تكنولوجية كبرى في الولاياتالمتحدة، من بينها شركتي غوغل وأبل.