قبل أن يأتي هذا اليوم يركز الجميع على ماذا سيحدث في هذا اليوم مع التركيز على كم العنف الحادث فيه، وكم من الضحايا سيسقط؟، وهل التيارات المتأسلمة سوف تلجأ للعنف وله ستستعين بقوات من حماس لإجهاض هذا اليوم؟ أستطيع أن أقول أن تحول هذا اليوم إلى بحور من الدم سوف يقضي على وصول أي شخص من التيار المتأسلم إلى الحكم للأبد، هذا شيء لا تريده أمريكا لأنها بالفعل تسعى إلى وصول وبقاء المتأسمين في الحكم أكبر فترة ممكنة لحين إعادة ترتيباتها في المنطقة بما يحقق لها أن تصبح القوة الوحيدة والمتحكمة في مقاليد هذه المنطقة والتي ستصبح سنداً لها في مواجهة القوى الأخرى مثل الصين وروسيا، وبالتالى سوف تسعى أمريكا جاهدة لبقاء المتأسلمين بالحكم بلعبة جديدة تجر بها المعاضة (بوضعها بين خيارين إما الفوضى والاقتتال الداخلي أو القبول باستمرار المتأسلمين في الحكم مع تعديل شكلي). وتتمثل اللعبة الجديدة في الدفع قدماً لانتخابات رئاسية مبكرة والعودة ثانية إلى صندوق الاقتراع المزور، وذلك من خلال تعلية أصوات المتأسمين باستخدام العنف وأنهم سوف يحمون بقاء مرسي في الحكم بالدم، ورفض أن يحل محله مجلس رئاسي لأنه من المعروف أن سقوط مرسي معناه حل مجلس الشورى وسقوط الدستور وهذا ما لا يرضاه الطرفين.. أمريكا والمتأسلمين. ومن خلال متابعة تصريحات من ينتمون لجبهة الإنقاذ وحركة تمرد (تلك الحركة الشعبية والتي ابتكر فكرتها الشباب) التي أحاطت بها المعارضة وبالطبع جهات وأجهزة أمنية كثيرة لتحجيم مطالبها ودفعها للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة كما تدعو المعارضة التي تعلم أن اقتراح انتخابات رئاسية مبكرة هو اقتراح أمريكي صرف وهو الخيار الوحيد المسوح به أمريكا وإما الفوضى. سوف نشهد تصريحات خلال الفترة القادمة من المعارضة لاختيار مرشح واحد للانتخابات ولن نسمع عن مطالب بحل مجلس الشورى أو إسقاط الدستور أو مجلس رئاسي.. وغالباً سيكون المرشح من جبهة الإنقاذ هو حمدين صباحي الذي حصل على شعبية كبيرة بينما سيكون المرشح من المتأسلمين هو عبد المنعم أبو الفتوح..وبالتالي جميعنا يعلم أن الرئيس سيكون أبو الفتوح.. ليبقى الإخوان في كل مناصبهم الحالية وبقاء اصباغ الحكم في مصر بالمتأسلم ليتماشى مع مخطط أمريكا في باقي الدول العربية. وبالتالي سيصعب التشكيك في نتيجة الانتخابات لأن أبو الفتوح وحمدين كانوا متقاربين في الأصوات ومن ثم نعيد مسلسل شفيق ومرسي. اعلموا أنه إذا أريقت نقطة دم واحد للنيل من معنويات هذا الشعب العظيم وثورته لاجباره لتبني خيار الانتخابات الرئاسية المبكرة ...لن يذهب أحد من الشعب لصناديق الاقتراع. ولذا علينا أن نكون أكثر ذكاءا في تحديد مستقبل وطننا... نحن قادرون على تغيير الدفة من الآن وعلينا أن نتوحد على مطلب واحد وهو رحيل الاخوان عن الحكم وتشكيل مجلس رئاسي وحل مجلس الشورى وسقوط الدستور. عليا أن نطرح أسماء المجلس الرئاسي من الآن.... وعلينا إما أن نثبت لأنفسنا أننا شعب واعي وحريص على مستقبل وطنه أو أننا شعب سوف يتم الضحك عليه للمرة الثانية.