* د. محمد فؤاد جاد الله: كلهم اختفوا وخسروا قواعدهم الشعبية وأداؤهم سيئ * د.حسن نافعة: هم كعواجيز الفرح يجب أن يحالوا للتقاعد وأن يفسحوا المجال للشباب * د.جمال زهران: حمدين صباحى الوحيد الذى عمل لصالح الفقراء وباقى المرشحين كانت مشروعاتهم نظرية
أيام قليلة ويمر عام كامل على أول انتخابات رئاسية بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير التي خاض الانتخابات فيها ثلاث عشرة مرشحًا تلك الانتخابات التي لم تحسم نتيجتها من الجولة الأولي وفاز بها في النهاية مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية. فبعد مرور ما يقرب من عام على الانتخابات الرئاسية السابقة ماذا قدم مرشحو الرئاسة السابقين لمصر على الساحة السياسية والاقتصادية؟ وأين برامجهم الرئاسية التي ترشحوا من أجلها فمن هؤلاء المرشحين من اختفى من الساحة ومنهم من ظهر بوضوح ومنهم من سافر هربًا للخارج ومنهم من دار في فلك النظام الحاكم وكان أشهر مرشحي الرئاسة السابقين الفريق أحمد شفيق وحمدين صباحي وعمرو موسي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. فالمرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق هو آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق ويعد من أقوى رجال مبارك الذين حاولوا امتصاص غضب الثوار إلا أن محاولاته باءت بالفشل وقد أعلن شفيق ترشحه لمنصب الرئاسة، وكان يعد الفزاعة التي ستعيد النظام القديم من جديد وقد تخطى الجولة الأولى، وجاء في المرتبة الثانية بفارق ليس بكبير عن مرشح الإخوان المسلمين د محمد مرسي ثم خاض شفيق الجولة الثانية في منافسة شرسة انتهت بفوز مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي بفارق ضئيل بعدها اتجه شفيق إلي الإمارات ولم يعد منذ ذلك الوقت لمصر بعد تقديم العديد من البلاغات للنائب العام ضده لتتهمه فيها بالتزوير وعدد من القضايا الأخرى. أما حمدين صباحي، المرشح السابق للرئاسة، والذي حصل على المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية الماضية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فهو أحد أبرز الشخصيات السياسية التي استمرت في المعارضة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية السابقة، وينتمي صباحي للتيار الناصري ولذلك فقد جاء ترشحه بشكل مستقل وقد حصد صباحي معظم أصوات النخبة من الفنانين والشعراء رغبة منهم في الحفاظ على مدنية الدولة ولذلك حل ثالثًا في السباق الرئاسي بفارق ليس بالكبير بينه وبين الفريق أحمد شفيق. وقد أسس صباحي بعد الانتخابات الرئاسية التيار الشعبي الذي ضم عددًا من الشخصيات العامة الليبرالية واليسارية المعارضة لحكم الإخوان، كما شارك في تأسيس جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة لحكم الرئيس مرسي، ويدعو صباحي ومعه البرادعي لانتخابات رئاسية مبكرة بعد 30 يونيه القادم. أما عمرو موسى، المرشح السابق للرئاسة، والذي لقب بالديناصور السبعيني فقد اشتهر بانتقاده المستمر لإسرائيل مما رفع شعبيته في الشارع المصري، وجعله يقدم على خطوة الترشح للرئاسة. فقد تقلد العديد من المناصب منها وزيرًا لخارجية مصر ثم أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، وقد كان من أبرز الانتقادات التي توجه لموسى كونه رجلًا من رجال النظام السابق إضافة إلى أن عمره تجاوز الخامسة والسبعين، وقد حصل على المركز الخامس في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة السابقة. وبعد خروجه من الانتخابات الرئاسية أعلن موسى عن اندماج 25 حزبًا وحركة سياسية لتأسيس كيان حزبي جديد أطلق عليه حزب المؤتمر المصري، كما أنه اشترك في تأسيس جبهة الإنقاذ الوطني مع صباحي والبرادعي، ليمثلوا وجوهًا للمعارضة لنظام الرئيس مرسي.
أما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، فهو الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وناشط سياسي، وقد فصلته جماعة الإخوان المسلمين إثر ترشحه للرئاسة كما كان من أبرز المعارضين للمجلس العسكري، وقد خاض الانتخابات الرئاسية وكان يطلق عليه الحصان الرابح لكن سرعان ما خسر هذا الحصان، حيث جاء في المركز الربع، وكان الكثير قد حملوه المسئولية مع صباحي في تفتيت أصوات الثورة وعدم الاستجابة للاتحاد وتكوين جبهة واحدة فقد كانا الأقرب للثوار وبعد الانتهاء من ماراثون الرئاسة اتجه أبو الفتوح إلى العمل الحزبي وأسس حزب مصر القوية. وفى إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء المحللين في ماذا قدموه مرشحو الرئاسة السابقين لمصر على مدار عام كامل منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية.
في البداية أكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أنه لم يكن لأي من مرشحي الرئاسة السابقين أي دور بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية وحتى الآن دور سوى حمدين صباحي، فهو أبرز المرشحين الذي كان لهم دور وتحركوا بشكل جيد على المستوى الشعبي، فقد اجتذب الشباب واندمج وسط الفقراء والطبقة الوسطى فعقد مؤتمرًا اقتصاديًا وعقد مؤتمرًا للمواطنة وقريبًا سيعقد عدة مؤتمرات فهو يقدم نفسه ببرنامج واضح ويطرح نفسه كبديل أما باقي مرشحي الرئاسة السابقين، فمشروعاتهم كانت نظرية فلم يكن لديهم شيء على أرض الواقع يقدمونه، كما أن مرسي لم يكن أدائه جيدًا، ونظرية الصناديق التي يتشدقون بها هذه نظرية فاشلة فالصناديق هي ختام الإجراءات الديمقراطية وليست بداية الإجراءات فالشعب بعد الثورة شعب ثائر لديه بركان من الغضب، ولابد من نظام قوي يكبح جماح هذا الغضب بالتراضي ورضي الشعب ولابد للعودة للمربع الأول كي تنجح الثورة. هم كعواجيز الفرح ويجب أن يحالوا للتقاعد وأن يفسحوا المجال للشباب من ناحية أخرى أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن نصف النخبة السياسية التي تمارس العمل السياسي في حاجة إلى التقاعد، ويجب إفساح المجال للشباب ويجب علي الشباب أن يقتحموا العمل السياسي فعواجيز الفرح هم الذين يسيطرون على المشهد السياسي اليوم، ويجب على كل المرشحين بل وكل القوي السياسية أن تقدم ما لديها للوطن، وللأسف فالوطن منقسم علي نفسه اليوم فمصر تعيش وضع مأساوي والمسئولية تقع على الحزب الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، كما أنها تقع أيضًا على المعارضة فهي منقسمة على نفسها على الرغم من أن الوضع يستدعي تماسكًا وتوحدًا في هذه الفترة.
لو لم يقم الرئيس بثورة التصحيح سيقوم بها الشعب والفاتورة مزيد من الدماء بدوره أكد الدكتور محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية سابقًا، إن كل المرشحين السابقين للرئاسة اختفوا والكل توارى عن الساحة والكل خسر قواعده الشعبية وكلهم أداؤهم كان دون المتوقع، وكنا نأمل أن تكون المعارضة رشيدة وبناءة ويكون الحكم رشيد وبناء فالثورة الهدف منها التغيير والتغيير قد يكون للأفضل، وقد يكون للأسوأ لكن التغيير للأسوأ هو الذي ساد وسيطر للأسف الشديد، فيجب على المرشحين السابقين للرئاسة أن يتركوا الفرصة لوجوه أخرى، لأن الشعب ألح عليهم قبل حكومة الجنزوري أن يشكلوا حكومة إنقاذ وطني، ولم يستجيبوا وبالتالي عليهم أن يتركوا الساحة لغيرهم. ولا يتحمل مرشحو الرئاسة السابقين الأزمة السياسية في مصر الآن فالنظام الحاكم لم يقدم حلولًا للأزمة في مصر ولا رؤيته الواضحة في الحكم ولا المعارضة أيضًا قدمت حلولًا للأزمة السياسية وفشل الحوار بين النظام والمعارضة فكل طرف يخون الآخر وقد سادت حالة من التخوين بين الجميع، وبالتالي فمن المتفق عليه حتى تستطيع أن تبني دولة فأنت محتاج إلى رؤية شاملة واضحة وتوافق سياسي وللأسف لا عندنا توافق سياسي ولا عندنا رؤية واضحة. وبالتالي فلن نستطيع أن نخطو خطوة إلى الأمام ولذلك فقد انحرفت الثورة عن مسارها الصحيح ولكي تعود الثورة إلى مسارها الصحيح فلابد أن نستكمل الثورة فنحن نحتاج لثورة تصحيح وآمل أن من يقوم بثورة التصحيح هذه هو من يمتلك القرار، وهو الرئيس نفسه وإلا سيضطر الشعب أن يقوم بهذا التصحيح، وعندها ستكون البدائل صعبة، فلا أحد يستطيع أن يتحمل مسئولية الدم أو صراعات في الشارع. ولذلك نرجو أن يقينا الرئيس مرسي شر هذا ويبادر هو بتصحيح مسار الثورة ومسار الدولة، وإلا سيضطر الشعب في النهاية أن يقوم بهذا التصحيح، وأعتقد أن الفاتورة ستكون باهظة وأما ما يزعم البعض من تشكيل مجلس رئاسي فهذا ليس منطقيًا على الإطلاق في الوقت الراهن وإنما المنطقي أن يجبر الشعب الجميع حكومة ومعارضة على تصحيح المسار والجلوس معًا على طاولة واحدة لوضع رؤية واضحة وشاملة لإدارة هذه المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتغيير هذه الحكومة. ويجب أن يقوم مجلس الشورى بسحب قانون السلطة القضائية وإعادة الثقة المفقودة بين سلطات الدولة ومشاركة الجميع في صنع القرار مع وضع أسلوب واضح لإدارة الدولة، وأن يلجأ الرئيس إلى تطبيق المادة 150 من الدستور، وهي الاستفتاء على البقاء في السلطة أو تركها، لأن إسقاط النظام بالقوة سيؤدي إلى حرب أهلية وفوضى عارمة مع انفلات أمني محاط بعدد من المخاطر الاقتصادية مع تدهور مصالحنا الخارجية والداخلية وهل الشعب لديه هذا النفس الطويل للقيام بثورة ثانية.