شكلت نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مفاجأة كبيرة بحصول حمدين صباحى على المركز الثالث، وتفوقه بشكل ملحوظ فى عدة محافظات على باقى منافسيه، واليوم ولم يبق إلا أيام قلائل تفصلنا عن معركة الحسم فى الجولة الثانية فإن السؤال الذى يطرح نفسه أين ستذهب أصوات مؤيدى حمدين صباحى.. وليس هناك من شك أن صباحى كان من المشاركين فى الثورة الداعمين لها فضلا عن تاريخه المشرف كمعارض وطنى شريف منذ أن كان طالبا بالجامعة، وكانت كل التوقعات تشير أن حمدين سينحاز قطعا إلى مرشح آخر من مرشحى الثورة هو محمد مرسى ولا يعقل أن ينحاز إلى مرشح النظام السابق، الذى قامت الثورة لإسقاطه، خاصة أن هذا المرشح كان رئيس وزراء موقعة الجمل وله تصريح شهير بأن الجمال والخيول جاءت إلى ميدان التحرير لكى ترقص وتحتفل مع الشباب وكأنه يخاطب شعبًا من السذج، وقد لفظه الشعب ورموه بأحذيتهم قبل الجولة الأولى لدرجة أنه لم يعد يجرؤ على عمل أى مؤتمر جماهيرى واقتصرت لقاءاته على الأماكن المغلقة والكل يعرف كيف حصل على الأصوات فى الجولة الأولى من شراء للأصوات واستغلال حالة الفقر، التى يعانى منها شعبنا العظيم. وبالعكس من موقف حمدين فإن أبو الفتوح الذى أعلنها صراحة بأنه يؤيد مرسى، وأنه مع الثورة واستمرارها إلإ أن موقف حمدين إلى الآن لا يزال غامضًا فقد أعلن فى البداية أنه لن يؤيد أيا من المرشحين وأبسط القواعد تقول إن موقفه هذا يصب فى مصلحة شفيق، وهو بذلك كأنما يقول أنا مع شفيق.. وإن كنت أعتقد أن استمرار حمدين على هذا الموقف سيفقده الكثير من الشعبية ويجب أن يعلم الأستاذ حمدين أن الإعادة لو كانت بينه وبين شفيق فإن الإخوان كانوا سيؤيدونه بكل ثقلهم إيمانًا منهم بالوقوف إلى جانب الثورة. وأعتقد أن أنصار حمدين سينفضون من حوله إذا استمر على موقفه لأن المعركة الآن لاتحتمل أن يقف الإنسان موقفًا محايدًا فى مثل هذه الظروف.. إننا ننادى فى الأستاذ حمدين حسه الثورى وتاريخه المشرف أن ينحاز إلى الثورة، وقد أعلن الدكتور مرسى بأنه يرحب بحمدين وأبو الفتوح فى مؤسسة الرئاسة لكى يعيناه على هذه المسئولية الكبيرة.. متى يعلنها حمدين؟ هل هو منحاز لخيار الثورة هل هو أنه ضد الفلول؟ متى يعلنها حتى تطمئن قلوبنا ويكون سببا من أسباب النصر، وإذا لم يعلنها فإننى أعول على أنصاره الكثير هل ستعلنونها فى أوراق الاقتراع؟ خوفى على مصر وثورتها جعلنى أسأل كل هذه الأسئلة حتى أننى أصبحت مصابا بمرض اسمه حمدينوفوبيا. [email protected]