* الدبابات تنتشر حول القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي .. وقادة عسكريون يعلنون ولاءهم للثورة إعداد – نفيسة الصباغ ووكالات : فيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن تفاوض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على خروج أمن من السلطة أعلن عدد كبير من رجال صالح تخليهم عنه وإعلانهم انضمامهم للثوار ومساندة الثورة .. ففيما أعلن اللواء علي محسن الأحمر القائد العسكري اليمني الكبير الذي يعتبر من أهم أعمدة النظام اليمني انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. قال قائد المنطقة الشرقية اللواء محمد علي محسن إنه يعلن انضمامه إلى ثورة شباب اليمن، ونقلت قناة العربية في نبأ عاجل استقالة محافظ عدن احتجاجاً على قمع المتظاهرين. واستقال عبد الوهاب طواف سفير اليمن لدى سوريا من منصبه اليوم و من الحزب الحاكم الذي يرأسه علي عبد الله صالح تأييدا للمعارضة التي تطالب الرئيس بالتنحي. وقال طواف لقناة الجزيرة التلفزيونية خلال اتصال هاتفي إنه اتخذ خطوة الاستقالة بعد المذبحة التي حدثت في ميدان التغيير مشيرا إلى المواجهات التي قتل فيها 52 محتجا مناهضا للحكومة يوم الجمعة بنيران القناصة في وسط صنعاء. ياتي ذلك في وقت انتشرت فيه الدبابات والمدرعات بكثافة في صنعاء وحول محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي. وجاء إعلان الأحمر عن موقفه في بيان تم بثه عبر الجزيرة ، قال فيه الرجل العسكري الذي يعد من أهم معاوني صالح، إنه نزولا عند رغبة زملائه ضباط وجنود المنطقة الشمالية العسكرية والفرقة الأولى المدرعة، “نعلن دعمنا وحمايتنا لكل الشباب المحتجين في الساحة نظرا للأوضاع التي وصلت إليها البلاد والمطالب المشروعة في صنع النظام السياسي وإيجاد ديموقراطية حقيقية غير مزيفة”. وتعهد الأحمر بحماية المحتجين في المناطق التي تتواجد فيها القوات التي يقودها. من ناحية أخرى انتشرت دبابات ومدرعات للجيش اليمني بكثافة اليوم في صنعاء بما في ذلك في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي. وبالأمس تواصلت المظاهرات المناوئة للنظام اليمني، خصوصا في جنوب البلاد حيث أصيب ثمانية أشخاص بجروح خلال مواجهات مع الشرطة، فيما اعتقل خمسة نشطاء بينهم دبلوماسي سابق. وتظاهر آلاف الطلاب في مدينة المكلا في حضرموت مطالبين “بإسقاط النظام”. وتجمع المتظاهرون امام مركز للشرطة في المدينة قبل أن تقع مواجهات عندما حاولت القوى الأمنية تفريق التظاهرة. وفي الغضون، أعربت دار لخدمات النقابية والعمالية عن إدانتها لما يجري في اليمن من ممارسات قمعية واعتداءات وإطلاق للرصاص الحي على المتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية مطلبين بإسقاط النظام، وصلت ذروتها في ساحة التغيير بوسط العاصمة اليمنية مع سقوط 47 قتيل و 617 جريح. وقالت في بيان لها إن الشعب اليمني، الذي عاني من مرارة الحكم المستبعد لما يزيد عن الثلاث عقود أُهدرت خلالها ثروات البلاد وتخلفت فيه عن ركب التطور والتنمية البشرية، من حقه تقرير مصيره والخروج في مظاهرات سلمية للتعبير عن رأيه وفقاً لما تكفله المواثيق والمعاهدات الدولية. وليس عدلا أن يكون رد السلطات اليمنية على خروج المتظاهرين العزل هو إطلاق الرصاص الحي وغاز الأعصاب المحرم دولياً وتحريض المأجورين للاعتداء على المتظاهرين وإعلان حالة الطوارئ بدلا من الدخول في حوار اجتماعي. العنف لا يولد إلا عنفاً، والنظام الذي يلجأ للقمع والعنف سداً بذلك كافة منافذ الحوار الاجتماعي هو نظام فاقد لشرعيته حتى وإن نجح في قمع المتظاهرين والسيطرة عليهم. إن سقوط القتلى والجرحى يوغر صدر الشعوب ويجعلها براكين غضب متأججة وإن خمدت قليلا، ويهز أعمدة الأنظمة ويفقدها شرعيتها حتى وإن بدت متماسكة في الظاهر. كما أدان تحالف منظمات المجتمع المدني للحقوق المدنية والسياسية جريمة “القتل الجماعي” للمتظاهرين في اليمن والتي تعتبر جريمة إبادة جماعية ووعد التحالف بالعمل على توثيقها والملاحقة الجنائية لكل من تسبب وقام بهذه الجريمة بمختلف الوسائل القانونية المشروعة. وناشد في بيان له الجيش اليمني وقادة الجيش الشرفاء في كل الألوية والوحدات والمعسكرات اليمنية أن يعملوا على إنقاذ وحماية أخوانهم المعتصمين العزل من البلاطجة وقوات الأمن والحرس الجمهوري . كما توجهوا بدعوة لكافة المؤسسات والنقابات المدنية البدء بالإضراب عن العمل احتجاجا على قتل المعتصمين سلميا. وأخرى لكل الهيئات الدبلوماسية وممثلي الجمهورية اليمنية في السلك الدبلوماسي إلى اتخاذ موقف إدانة بجريمة القتل التي جرت اليوم بساحة التغيير وسابقاتها. ومن جانبها، أدانت المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الأمن اليمنية ضد المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بصنعاء وأكدت أن عملية القتل الجماعي والمباشر للمعتصمين السلميين بصدروهم العارية تم التخطيط لها مسبقا. وطالبت بسرعة التدخل الفوري لمجلس الأمن الدولي أسوة بما حدث في ليبيا لمنع جريمة قادمة ولمحاكمة ومحاسبة المتسببين لجريمة المجزرة الوحشية التي قامت بها قوات الأمن اليمني، وتحمل المنظمة اليمنية النظام اليمني المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة.