فى ذكرى الشهيد "خالد سعيد الذي يعد شرارة ثورة 25 يناير تتجه أنظارنا ويأتي فى أذهاننا ما يحدث وراء جدران أقسام الشرطة."خالد سعيد" لم يكن الضحية الأولى للتعذيب على أيدى مخبرى أقسام الشرطة، لكن كانت الأبرز بسبب قوة الحادثة وأيضا قوة رد فعل الشارع المصري عليها. فبعد وفاة "خالد" بسبب الضرب المبرح الذى تعرض له على يد مخبري قسم سيدي جابر أمام منزله، كانت ردود الفعل أكبر مما تخيل مرتكبو هذا الحادث، فقد أثار مقتل خالد سعيد موجة غضب شعبية في مصر وردود أفعال من منظمات حقوقية عالمية، تليها سلسلة احتجاجات سلمية في الشارع في الإسكندرية والقاهرة نظّمها نشطاء حقوق الإنسان وبعض من الحركات الثورية المتواجدة فى هذا الوقت والذين اتهموا الشرطة المصرية باستمرار ممارستها التعذيب في ظل قانون الطوارئ. وعلى الرغم من حوادث الانتهاكات الجسدية والقتل العمدى للشرطة كانت ظاهرة دائمة الحضور في المجتمع المصري وتفشّت في السنوات الأخيرة من حكم مبارك إلا أن محللين رأوا أن انتماء خالد سعيد إلى الطبقة الوسطى التي كانت تقليديا أقل معاناة من تلك الانتهاكات من الطبقات الشعبية والمٌعدمة أدى إلى تعاطف قطاعات جماهيرية واسعة بين من رأوا في خالد مثالا عمّا يُمكن أن يُصيبهم وأبناءهم، مما ساهم في الحشد ردا عليها، وبالرغم من مرور عامين على مقتل خالد سعيد فإن شهادة وفاته لم تصدر حتى الآن على الرغم من تعهد الرئيس "مرسى" لذويه بإصدارها. استمرار التعذيب داخل أقسام الشرطة بعد الثورة : كل ما حدث لم يكن كافيا لوقف ما يحدث داخل أقسام الشرطة من تعدٍ وانتهاكات جسدية ونفسية وأيضا تصل لمرحلة الانتهاكات الجنسية على الرغم من قيام ثورة كان من ضمن أولوية مطالبها "العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية " إلا أن حملة وطن بلا تعذيب وغيرها من الحمالات التى تعمل خصيصا لرصد الانتهاكات التى تحدث داخل أقسام الشرطة والسجون رصدت مئات الحالات فى حين أن الثورة على مشارف دخول عامها الثالث وإليكم بعض الأمثلة للتعذيب داخل السجون وليس الحصر: مصطفى أبو المجد أحد ضحايا قسم قصر النيل تم إلقاء القبض عليه من أمام السفارة السورية وتم عرضه على النيابة وعلى الرغم من قرار النيابة بإخلاء سبيله لم يخل القسم سبيله وتم التعدي عليه بالضرب وانتهاكه جنسيا ثم تم إرساله للأمن الوطني وهناك تعرض للتعذيب مرة أخرى ثم تم إخلاء سبيله بعد عدة أيام على الرغم من قرار النيابة بإخلاء سبيله منذ الساعات الأولى. محمد فرج 15 عاما أحد ضحايا قسم قصر النيل أيضا، تم إلقاء القبض عليه أثناء ذهابه إلى أحد أقاربه من أعلى كوبرى قصر النيل أثناء الاشتباكات الأخيرة، ثم تعرض للضرب المبرح من قبل عساكر الأمن المركزى ثم تم ترحيله إلى قسم "قصر النيل " وتم عرضه على النيابة من هناك تم ترحيله لمعسكر الدرب الأحمر وتم التعدى عليه بالضرب ووضعه فى براميل مياه ثم التعرض للكهرباء وتم إطلاق الكلاب عليه ومن معه، وتم ترحيلهم بعد ذلك إلى "قسم الخليفة " وهناك تم الاعتداء عليهم للمرة الثانية، قال محمد:" فضلت أبكى حتى نظر الضابط وقال لى " بتعيط ليه لسة هتضرب تانى" تم عرضنا مرة أخرى على النيابة وتم عرضنا، ورحلونا على القسم مرة أخرى وهناك تم تجريدهم من ملابسهم تماما وتعرضوا للضرب بالكهرباء للمرة الثانية داخل القسم وتم إخلاء سبيله بعد عدة أيام. زياد تيسير محمد أحمد 12 سنة تم إلقاء القبض عليه من أعلى كوبرى قصر النيل فى ذكرى الثورة الماضية تم ترحيله مباشرة إلى سجن طرة وهناك تم تجريدة من ملابسه وتعرضه للضرب وأيضا انتهاكه جنسيا لمدة 3 أيام متتالية ثم تم إخلاء سبيله كل هذا دون العرض على النيابة. أخبار مصر- البديل