قال الباحث واستاذ العلوم السياسية في معهد جرينوبل جان ماركو ، إن رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان لا يدرك جيدا حجم المأساة التي تعيشها تركيا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن أردوغان لم يتخذ الإجراءت المناسبة لمواجهة الأحداث التي تهز تركيا. ووصف الباحث أن قيام أردوغان بالسفر إلى المغرب ، ثم بعض الدول العربية في 3 يونيو بالتصرف المتغطرس تجاه شعبه، مؤكدا أن هذا العمل بمثابة خطأ أثقل من إمطار التظاهرات بالرصاص. ويوضح ماركو أنه من الواضح أن أردوغان حاول إلهاء نفسه لبضعة أيام، إلا أن الوضع سيتأزم عند عودته، مشددا على أن التظاهرات التركية خلقت أجواء من التوتر في الدول الأخرى تجاه أردوغان والنموذج التركي، فزيارة أردوغان إلى الدول المغاربية تحولت في الواقع إلى كابوس له بعد رفض الملك المغربي محمد السادس استقباله كما ارتفعت التظاهرات في تونس ضده. وأصبح من الصعب على الحكومة الإسلامية المغربية برئاسة عبد الله بنكيرن النطق بالنموذج التركي مرة أخرى كمثل لها، كما أن أردوغان بدأ يتفهم أن نجمه قد بدأ في الشحوب. وسخر الباحث من قيام وكالة أنباء الأناضول بالإعلان مسبقا عن لقاء أردوغان بملك المغرب، مشيرا إلى أن هذا هو النظام الذي يتبعه قائد حزب العدالة والتنمية التركي ألا وهو نظام " الشو الإعلامي " بحسب الباحث. من جانب آخر، يلفت ماركو إلى أن زيارة أردوغان إلى الجزائر في الرابع والخامس من يونيه لم تحقق البريق الذي كان يتمناه رئيس الحكومة التركي خاصة في ظل غياب الرئيس الجزائري بوتفليقة. ويبين ماركو أن أول زيارة خارجية يقوم بها أردوغان منذ انطلاق التظاهرات في ميدان تقسيم تختلف تماما عن تلك الزيارات التي أجراها إلى البلاد العربية بعد الثورات العربية مما يعكس سقوط أردوغان " الرمز ". ويوضح الباحث في معهد جرينوبل أن أردوغان فقد احترام التيارات الليبرالية في أغلب العالم العربي، والذين كانوا ينظرون له على أنه القائد الإسلامي الوحيد الذي استطاع أن يطبق الإسلام المعتدل في السياسة بشكل مثالي. ويرى ماركو أن بعد هذه الزيارة الخارجية السيئة لأردوغان، فلم يعد من المؤكد أن يقوم أردوغان بزيارة أخرى في القريب إلى الوطن العربي. ويختتم الباحث بأن الوضع ربما يتأزم بعد عودة أردوغان إلى تركيا، إذ أنه أصبح على أردوغان ألا يواجه التظاهرات في شوارع أنقره واسطنبول فقط، بل في صفوفه أيضا.