أعرب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في المغرب عن ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الرباط أوائل الشهر المقبل. وقال مسئول العلاقات الخارجية بالحزب، رضا بن خلدون، إن هذه الزيارة "لها دلالات كبيرة تؤشر إلى مستوى التقارب الكبير بين الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب، وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا". ويزور أردوغان المغرب يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، في إطار جولة مغاربية له تشمل أيضًا كل من: تونس والجزائر. وأضاف بن خلدون في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، اليوم الخميس، أن تجربة حزب "العدالة والتنمية" التركي في السلطة "أضحت نماذجا متميزا وناجحا تقتدي به الأحزاب في المنطقة العربية وتستلهم منه روح المقاومة في الدفاع عن مرجعية الأمة مع الانفتاح على الخارج وثقافته". واعتبر أن الحزب الحاكم في تركيا "استطاع المزواجة بين قيم الحداثة والمعاصرة مع الحفاظ على ثوابته وهوية الشعب التركي في ذات الوقت". وحول استعداد حزبه للتعاون مع الحزب التركي الحاكم، أكد بن خلدون أن "العدالة والتنمية" المغربي "يسعى للاستفادة من التجربة التركية في السلطة، ويطمح إلى تبادل الخبرات والتجارب مع الجانب التركي في كل المجالات". وأضاف أن المغرب يطمح من خلال الزيارة التي سيقوم بها أردوغان لبلاده إلى "تطوير مستوى علاقاته بتركيا خاصة في الجانب الاقتصادي والصناعي". وتأتي تركيا ضمن أكبر 10 دول تصديرا للمغرب، حيث بلغت قيمه صادراتها إلى المغرب 760 مليون دولار في عام 2010، فيما تأتي في المرتبة 14 من حيث حجم واردتها في المغرب التي بلغت قيمتها في العام ذاته 261 مليون دولار، وفق إحصائيات مكتب الصرف بالمغرب، هو مؤسسة حكومية مكلفة بسن تدابير لتنظيم عمليات تداول الأوراق النقدية، وإعداد ونشر إحصائيات المبادلات التجارية مع دول العالم. وقال بن خلدون: "تركيا أضحت بسبب موقعها المتميز وتاريخها المشترك مع العالم العربي، وما تزخر به من مآثر عمرانية حضارية، قبلة مهمة للسياح المغاربة ومحط إقبال متزايد خاصة في السنوات الأخيرة". وعن أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، أشار بن خلدون إلى عدد من الاتفاقيات التعاون التي تجمع أنقرةوالرباط، في مقدمتها اتفاقية التبادل الحر التي تم توقيعها بين الجانبين في أبريل/نيسان عام 2004 في العاصمة التركية أنقرة، قبل أن تدخل حيز التنفيذ بشكل فعلي عام 2006، ليرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من مليار دولار، بعد أن كان 500 مليون دولار قبل توقيع الاتفاقية. وفيما يتعلق بمستقبل الاستثمارات المشتركة بين البلدين، قال بن خلدون إن كلا من "أنقرةوالرباط يطمحان في أن تصل الاستثمارات التركية في المغرب، مع نهاية ولاية الحكومة الحالية (عام 2016) إلى 3 مليارات دولار". وأعلنت رئاسة الوزراء التركية، في بيان أصدرته أمس الأربعاء، أن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، سيقوم بجولة مغاربية تشمل كل من المملكة المغربية والجزائر وتونس خلال الفترة ما بين 3 و6 من يونيو حزيران المقبل. ويرافق أردوغان في جولته المغاربية 300 من رجال الأعمال الأتراك. ويتضمن برنامج جولة أردوغان منتديات للعمل يشارك فيها مسؤولون رفيعون من تركيا والمغرب والجزائر وتونس، فضلًا عن إجراء مباحثات تجارية مع المستثمرين.