ربما لا يدرك كثيرون الظروف الصعبة التي يخرج بها البديل الالكتروني..وربما لا يتخيلون حجم الجهد الملقى على عاتق مجموعة محدودة لهم احتياجاتهم ولهم أعمالهم ويريدون أن يكون لهم من الحياة نصيب ومن القدرة على الفعل وإعلان الرفض والرغبة في التغيير أنصبة.. كان حلمنا أن نكون موجودين في هذا الوقت أن نشارك في إعلان رفضنا لتجربة تزوير إرادة شعب..أن نكون طرف في لعبة الانتقال العبثية للسلطة في مصر، ولو بالقول بعد أن حرمنا استبداد الحكم وهشاشة المعارضة أن نكون قادرين على الفعل والتغيير باليد ..نعزي أنفسنا أننا صحفيين وأن كلمتنا هي فعلنا القوي وأن ما تفيض به قلوبنا من حب لناس هذا الشعب ورغبة في تغيير نظام حكم طغى وتجبر واستبد وأوغل في فساده هو أضعف إيماننا..لهذا كان لابد أن نعود لكم في هذا الوقت . عودتنا لكم كانت محاولتنا للخروج من سجن أضعف الإيمان إلى براح الفعل مهما كان ضعيفا ومهما كانت محدودية انتشار كلمتنا .كنا نراهن عليكم عندما خرجنا نراهن على حبنا لكم وننتظر عونكم لنا أن تكونوا سندا لمجموعة شباب أرادوا أن يقولوا كلمة حق في وجه سلطان جائر وفي وجه نظام بلغ من الفساد والقهر ما لم يبلغه فاسد ومستبد قبله.في وجه مماليك جدد أعادونا إلي العصور الوسطى وجعلونا في ذيل الأمم ..ولعل نظرة وحيدة على تغير طبائع وأخلاق المصريين تؤكد حجم جريمتهم فينا ..نظام وجد طريقه للاستمتاع بفساده هو إشاعة الفساد بين المواطنين حتى عندما يخلو كل منهم إلى نفسه وينظر إلى الفاسدين الكبار لا يقدر على الفعل..فهو فاسد وهم فاسدون مهما بلغت حدود فسادهم..نظام ضغط على الجميع وسحقهم ووجه طاقة رفضهم لأنفسهم وسد أبواب الأمل داخلهم.. طوال عام ونصف كان لدينا الفرصة لنر بعيدا عن الانشغال بتفاصيل العمل اليومي..منحنا النظام استراحة إجبارية لنر حجم جريمته لكننا وسط ضغوطنا رأينا أبواب نور وقدرة على الفعل كامنة واكتشفنا أبواب للأمل مخفية بين ركام التفاصيل كانت البداية بزملاء لنا لم يستطيعوا التكيف مع الواقع السيئ في الصحافة أرادوا بابا مشرع حتى النهاية ولذا كان لابد من فتح الباب حتى ولو بجهود ذاتية ..حتى ولو دفعنا من جيوبنا ثمن كلمتنا وثمن الوصول إليكم..اكتشفنا قدرة الكلمة على الفعل وكن نظن من كثرة ما قلنا وقلة ما استجابوا أن كلمتنا لا قيمة لها..لكننا اكتشفنا قيمتها في منع كثيرين منا من قول كلمتهم لمجرد أنهم سيقولونها واضحة ومباشرة ومجردة دون تجميل أو تزويق واكتشفنا قوة الكلمة من بقائنا وبقاء ما قلنا داخلكم واكتشفنا قوة أن تقول حقائق واضحة وضعف أن تصرخ ..اكتشفنا فينا وفيكم قدرة على الفعل والرفض رغم ما يحاول النظام إشاعته من سلبية ومن تسفيه لأفعالنا وأفعالكم لذا كان لابد أن نعود لكم وبكم.. لعام ونصف ظللنا نحلم بكم ولكم ..لعام ونصف اشتقنا أن نقول كلمة حق منعنا من قولها سواء لأسباب اقتصادية أو لأخرى سياسية أبت أن نكمل طريق كنا قد بدأناه لذا نعود اليكم وكلنا إصرار على الاستمرار مهما كانت المعوقات وحتى لو كان ثمن أن أكتب هذه الكلمات مدفوع مقدما في أشياء كثيرة لا وقت للكلام عنها ..لكننا أردنا أن نقول لكم أن عودتنا إليكم هي دليلنا على قدرتنا وقدرة هذا الشعب الكامنة على الفعل ورغبته في التغيير بعد أن طال أمد الظلم .. كان على أن اسرق نفسي من ادوار عديدة اخترت أن افعلها لأرسل هذه الرسالة إليكم ..كان على أن أوقف أدوار عدة أمارسها أن اكف ولو لدقائق محدودة عن أن أكون الناشر ورئيس ومدير التحرير والسكرتير والديسك والمصحح ورئيس الأقسام وأحيانا عامل النظافة ومن يرفع المادة كي أكتب لكم هذه الكلمات فاعذروني أن غبت عليكم واغفروا لنا أخطاء بداية حريصين على تجاوزها ..وساعدونا على أن نخرج من خانة اضعف الإيمان إلى براح الفعل والرفض والقدرة على التغيير مواضيع ذات صلة 1. خالد البلشي: هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد؟ 2. المستشار زغلول البلشي : النيابة العامة ومحاكمة الوزراء