"أناديكم.. أشدّ على أياديكم وأبوسُ الأرض تحت نعالكم.. وأقول أفديكم وأهديكم "ضيا عيني" ودفء القلب.. أعطيكم فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم" قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير توفيق زياد التي جعل منها لحن وغناء الفنان اللبناني الكبير أحمد قعبور نشيدًا للوطن وتميمة للمقاومة الفلسطينية، والذي يستضيفه بيت العود العربي التابع لصندوق التنمية الثقافية في سهرة خاصة في الثامنة مساء غد السبت ببيت الهراوي الأثري بالحسين مقر بيت العود، خلال البروفة الموسيقية الأسبوعية التي يقيمها بيت العود كل سبت للجمهور، وتتضمن هذا الأسبوع تقديم مجموعة عزف على العود بقيادة الفنان "كريم سامى" بمشاركة فريق أوركسترا بيت العود العربى، تحت إشراف الفنان "نصير شمة" مدير البيت. على مدار أكثر من ثلاثين عامًا حفر قعبور اسمه كأحد أهم المطربين والملحنين في تاريخ النضال والمقاومة والأغنية الوطنية العربية، وخلدت ألحانه أغنيات منها "أناديكم"، "جنوبيون"، "ارحل"، "لاجئ"، "يا نبض الضفة"، "بيروت يا بيروت"، وغيرها من الأغاني التي تقطر ألمًا وتشعل ثورة. وبسبب ابتعاده عن الإعلام ربما لا يعرفه الكثيرون، وكثيرًا ما كانت تختلط نسبة الأغاني التي تحتفي بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية للاحتلال الإسرائيلي – خاصة تلك التي كان يتداولها الشباب العربي في الثمانينيات والتسعينيات - ما بينه وبين الكبير مرسيل خليفة، حيث توازت مسيرتهما مع الأغنية الوطنية بداية من زمن الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وعلى سبيل المثال فقد لحن وغنى كلاهما "أحن إلى خبز أمي" إحدى أعذب قصائد محمود درويش.