قال الدكتور حمدى سيف النصر الخبير الدولى في الاستكشاف والمياه الجوفية، إن مشروع نهر النيل الأنبوبي العالى، الذى تقدم به فى وقت سابق أصبح أمر لا مفر منه، خاصة بعد عزم إثيوبيا بدء العمل فى سد النهضة، كاشفاً عن لقاء جمعه مع وزير الرى والموارد المائية الدكتور محمد بهاء الدين أمس الأول، لمناقشة المشروع ووضعه على خريطة التنفيذ بعد عرضه على الجهات المختصة. وأضاف سيف النصر فى تصريح ل"البديل" " المشروع مسجل ببراءة اختراع تحمل رقم 858/2011 بتاريخ 29-05-2011، مؤكداً أن المشروع يضم متخصصين فى الجيولوجيا والهندسة والزراعة، ويهدف إلى استخدام ما يهدر من مياه نهر النيل في رحلة المياه المخصصة للزراعة من لحظة مرورها من السد العالى، حتى تصل إلى النباتات في الحقول، والمزارع، وهو يقدر بنحو 35% من حصة مصر من المياه طبقاً لتقارير وزارة الرى، واستخدام ما كان يهدر في زراعة نحو 6 مليون فدان تصل جغرافياً بأراضي وادى النيل المزروعة حالياً، على أن يمول المشروع من عائد بيع تلك الأراضي الجديدة والتي ستضاف تدريجياً أثناء التنفيذ". وتابع "المشروع يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء والذى نستورد منه 65% ، مشدداً على أن عوائد المشروع ستبدأ مع أول 10 كم من التنفيذ ويتراكم تدريجيًا حتى الانتهاء من التنفيذ، ويضيف المشروع نحو 6 مليون فرصة عمل كما يردم الترع التي تقدر مساحتها بنحو مليون فدان، ويمكن أن تستخدم تبعاً لموقعها مثل توسيع الطرق أو الإسكان أو جراجات تحت الأرض وغيره من الأفكار الهندسية". يذكر أن مشروع سد النيل الأنبوبي العالى مخطط له تصريف المياه من بحيرة السد من نفقين منحنيين قصيرين أحدهم في الجبل الغربى والآخر في الجبل الشرقى وسيكون الأنفاق تحت سطح الجبل بنحو 70 مترا وبطول نحو 3 كم. كما يصرف النفقان المياه بدون ضخ عند منسوب 140 م من تحت سطح مياه البحيرة "منسوبها الآن نحو 170 مترا " لكى تندفع فيهما المياه (دون ضخ) تحت ضغط يتعدى 3 ابار إلى خطوط أنابيب "قطر 4 أمتار"، تمتد شمالًا على سفوح المرتفعات المواجهة لنهر النيل من الجانبين وتتدرج الأنابيب فى الانحدار نحو الشمال مرورًا بالصعيد والدلتا وتصل إلى منسوب 40م بالقرب من ساحل الإسكندرية غرباً، و المرتفعات قرب قناة السويس شرقاً. وبهذا يظل منسوب خط الأنابيب مرتفعاً عن منسوب نهر النيل، والزراعات أو السهول الصحراوية المحيطة بمقدار 60 م خلف السد و 40 م قرب ساحل الإسكندرية غرباً، وقرب قناة السويس شرقاً لضمان استمرار اندفاع المياه فى خطوط الأنابيب. ويتم نقل المياه من بحيرة السد إلى الأراضي المنزرعة والأراضي الجديدة دون ضخ باستخدام الجيولوجيا حيث تتدفق المياه فى الأنابيب العملاقة بفعل الميل والجاذبية فتغذى بالمياه الأراضي القديمة وتزرع أراضى جديدة باستخدام خطوط أنابيب هابطة من الخطوط الرئيسية على المرتفعات دون ضخ أو استخدام أى طاقة بترولية أو كهربية. كما يتم إنشاء عدد كاف من محطات الصيانة والتحكم موزعة على مسار الأنابيب لتأمين استمرار تدفق المياه فى خطوط الأنابيب وشبكات الرى المتصلة بها ولضمان كفاءة تشغيلها، محطات تحكم بالكمبيوتر، وبوابات عديدة تفتح وتغلق أوتوماتيكياً على طول الأنابيب وعلى الفروع للتحكم الآمن ولتنظيم ضغوط المياه المطلوبة فى كافة مفاصل خطوط الأنابيب وشبكات الرى. مع تنفيذ وعمل المشروع لن يكون هناك استخدام للقناطر ولا الترع في الرى.