افتتح الشاعر سعد عبد الرحمن - رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة - فاعليات الدورة الأولى من المؤتمر العلمى الأول لأطلس المأثورات الشعبية تحت عنوان "عشرون عامًا على أطلس المأثورات الشعبية.. التحديات والطموحات" اليوم، بقصر ثقافة الجيزة بحضور الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، د. أحمد شمس الدين الحجاجى رئيس المؤتمر، هشام عبد العزيز أمين عام المؤتمر ومدير عام الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية، ولفيف من الباحثين والمهتمين بالفولكلور والتراث الشعبى. قال الشاعر سعد عبد الرحمن: إنه رغم مرور 20 عامًا على نشأة أطلس المأثورات الشعبية، ورغم الجهد الكبير الذي بذله الباحثون إلا أنه ما زال أمامنا الكثير لنقدمه فى هذا المجال، وذكر أن المشروع مرّ بمراحل كثيرة فى بعضها صعود والبعض الآخر هبوط، ولكن فى النهاية هناك نتاج لأناس عاشقون تراب هذا الوطن استطاعوا رغم الصعوبات أن يقدموا شيئًا ملموسًا نستطيع أن نفخر به إقليميًا وعربيًا وعالميًا، كما أكد على أننا بهذا المشروع نحافظ على جزء كبير من شخصيتنا القومية الوطنية الذى يمثل هذا المورث الجزء الأهم فيها، مشيرًا إلى أن الكثير من ملامحنا الشعبية مهددة بالاندثار كما أن هناك لصوص متخصصون فى سرقة التراث وتزيفه. وأوضح د. أحمد شمس الدين الحجاجى أن المسرح والشعر والرواية العربية لا يمكن كتابتهم ودراستهم بعيدًا عن التراث الشعبى، مشيرًا إلى أن الأدب المكتوب لا يمكن أن ينفصل عن الأدب الشفهى، فالعين لا يمكن أن تنسى ما تقوله الشفتين، مؤكدًا أن الأطلس هو البداية الأولى لدخول عالم الفولكلور بطريقة علمية عميقة، وطالب بضرورة طباعة كتب الفولكلور الشعبى، وضرورة أن ينزل باحثى الأطلس إلى كافة الموالد الشعبية المصرية التى توجد بها كافة الفنون الشعبية. وأكد مسعود شومان أن الأطلس لا يهدف إلى تتبع الأنواع والأجناس التى تندرج تحت جنس الفولكلور فحسب، لكنه يعمق المجرى ليكشف المراحل التاريخية المتراكمة التى تمثل راقات الثقافة المصرية سعيًا لسد فجوات التاريخ التى سكت عنها التاريخ الرسمى أو تجاهلها أو لم يُدخِلها ضمن اعتباراته التى لا تخلو من أغراض أيديولوجية، مشيرا إلى أنه ليس مجرد خرائط بلهاء لكنه يسعى لتحديد ملامح سمات المناطق الثقافية على اختلاف مشاربها وجذورها. وأضاف هشام عبد العزيز أنه بعد 20 عامًا من تأسيس الأطلس وبعد الجهد الذى بذله سابقونا على مدار تلك السنون، يمكننا التعريف بمحتوياته بشكل دقيق مثل أكبر المراكز العلمية فى العالم، وهو ما لم يكن متاحًا قبل وضع قاعدة بيانات دقيقة نستطيع من خلالها معرفة أوجه النقص فى عملنا سواء على المستوى الجغرافى أو على مستوى نوع المادة المجموعة، موضحًا أن الأطلس يمتلك (744906) بطاقة بحث فى كل مجالات المأثور الشعبى، (258141) دقيقة صوت فى شرائط الكاسيت، (97750) دقيقة فى شرائط الفيديو، (50789) صورة فوتوغرافية، كل هذا إضافة إلى ما لم يتم توثيقه من صور فوتوغرافية مازلنا بصدد توثيقها، وكذلك أكثر من 200 جيجا من مشروع الجمع الميدانى شارك فيه الأطلس مع اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو أواخر عام 2012. وفى نهاية الجلسة الإفتتاحية قام الشاعر سعد عبد الرحمن بتكريم كل من د. أحمد شمس الدين الحجاجى، د. محمد الجوهرى، اسم الدكتور الراحل محمد رجب النجار بإهدائه درع الهيئة وشهادة تقدير.