يعتبر الاتحاد النسائى المصرى - تحت التأسيس - كيانا جديدا، ينضم للحركة النسائية المصرية، فقد كان يحمل اسمه تاريخا عريقا من نضال المصريات المكافحات منذ الثلاثينات على أيدى "هدى شعرواى وسيزا نبراوى وإحسان القوصى ومارى كحيل" وغيرهن ممن غيرن وجه التاريخ فى القرن العشرين، وكان يطالب باشتراك النساء في مطالبة الحكومة بتحقيق العدل والمساواة بين الجنسين في الحقوق الاجتماعية والسياسية. التقت "البديل" أعضاء الاتحاد النسائى المصرى، فى ثوبه الجديد، ومطالبه للقرن الواحد والعشرين، هل اختلفت عن مطالب الثلاثينات من القرن الماضى؟ تقول جهاد أحمد، منسق لجنة الإعلام والوعى، الاتحاد بدأ عمله منذ اندلاع ثورة يناير فى 2011 ، ويشترك فى تأسيس الاتحاد نساء ورجال، ممن يرون أن قضية تحرير نصف المجتمع، لا تنفصل عن قضية تحرير المجتمع كله، والقضاء على كافة أشكال التمييز بين المواطنين، فى الدولة والعائلة، فلا يمكن للرجل أن يتحرر دون تحرر المرأة، ولا يمكن لأحدهما أن يتحرر فى دولة غير محررة. ولا تقتصر فكرة الاتحاد على تبنى القضايا النسوية فقط، فهو يؤمن بأن نضال المرأة، لن يتوج بالنجاح إلا فى ظل ربطه بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، للمجتمع بأكلمه، فالديمقرطية تشمل الحياة العامة والخاصة معا، فلا توجد ديمقراطية حقيقية بدون النساء "نصف المجتمع". وأضافت، يهدف الاتحاد إلى تكوين أسرة ديمقراطية، لا سلطة مطلقة فيها لأى فرد، الأب أو الأم أو غيرهما، ومن ثم نريد دولة ديمقراطية مدنية، لا عسكرية، لا دينية، لا أبوية، لا طبقية، لا عنصرية، نريد القضاء على حكم الفرد فى الدولة والسلطة المطلقة لأى شخص أو جماعة أو حزب، لا توجد ديمقراطية بدون فصل الدين عن الدولة والأسرة، الدين أمر خاص يختاره الفرد ولا يفرض عليه بالوراثة أو التعليم أو القوانين أو الدستور، الجميع سواء دون تفرقة لأى سبب كان، لا ينفصل التحرر السياسى عن الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتعليمى والإعلامى فى كافة المجالات العامة والخاصة. والتقط الحديث منها إميل غطاس - منسق اللجنة التنسيقية والعمل الجماهيرى - قائلا، "إن فكرة الاتحاد انطلقت بعد مشاركة النساء فى ثورة يناير، فى كل انشطتها ولجانها الشعبية، سواء لجنة الوعى الثورى، ولجنة الإعلام، واللجنة الفكرية والسياسية والطبية ولجنة الأمن وغيرها. وتابع، لقد دفعت المرأة ثمنا غاليا، فهى أم مصاب أو أم شهيد، قدمتهم تضحية للوطن، بل أريقت دماء بعضهن، حتى الموت فى الشوارع، وفى ميدان التحرير، وأصيبت الكثيرات بجراح خطيرة، وبعد نجاح الثورة وسقوط رأس النظام وبعض أعوانه، بدأ العمل على تحقيق أهداف الثورة جميعا، لهذا تشكلت اللحنة الشعبية لتأسيس الاتحاد النسائى المصرى الجديد، الذى تم إجهاضه عدة مرات تحت حكم الرئيس السابق مبارك وحرمه، مما أدى إلى تمزيق وحدة النساء المصريات وخضوع أكثرهن لسيطرة الحكومات السابقة والحزب الحاكم المنحل. وأكد "غطاس" على أهمية تكوين الاتحاد النسائى المصرى، الذى أصبح ضرورة؛ لتجميع وتوحيد قوى النساء لتصبح قوة سياسية واعية، قادرة على فرض حقوقها ومسئولياتها فى جميع نواحى الحياة العامة والخاصة، مشيرا أن الحقوق والمسئوليات والحريات لا تعطى بل تؤخذ بقوة الوعى والتنظيم والاتحاد، ومن ثم تحتاج النساء إلى هذه القوة السياسية الواعية المنظمة؛ لتنتزع حقوقها ومسئولياتها فى جميع مؤسسات الدولة من أعلاها إلى أدناها. وأشار أن الاتحاد بعد تنظيم نفسه وتحديد المهام الخاصة بلجانه ، سيقوم بتنفيذ أجندة المطالب والاحتاياجات للمرأة، وفقا لأهميتها، حيث تبدأ بالمطالبة بتمثيل النساء تمثيلا عادلا لا يقل فى المرحلة الانتقالية الحالية عن 25 %، فى جميع الهيئات والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والصحافة، واللجان التى تشكل لتغيير الدستور والقوانين العامة والخاصة، ومنها قوانين الأحزاب والجمعيات والنقابات والاتحادات والانتخابات، وإصدار قانون أحوال شخصية جديد، مدنى وموحد للجميع دون تفرقة على أساس الجنس أو الدين أو الطائفة، حتى يتساوى الجميع دون تمييز أمام القانون، ويتم وضع دستور جديد مدنى، يتساوى فيه جميع المواطنين بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو الطبقة أو غيرها. وأضافت "جهاد" أن الاتحاد حتى الآن لا يوجد له مقر خاص به، ويتم دراسة الظروف الاقتصادية للاتحاد، حتى يتم توفير مكان، وإلى أن يحدث ذلك، فمقر "تحرير لاونج" بمعهد جوتة يستقبل مؤتمرات الاتحاد وندواته، ويستقبل المتطوعين. وتقوم لجنة الإعلام والوعى، على إصدار مجلة باللغة العربية نسخة مطبوعة، ومجلة أخرى "أون لاين"، بالإضافة إلى كونها المسئولة عن التواصل مع الإعلام، فيما يخص الاتحاد، وتحديد مشاريع إعلامية فيما يخص القيام بمحطة إذاعية ومراقبة إعلامية وإخبارية مصرية وعالمية، تعكس وضع المرأة خاصة فى مصر وباقى العالم؛ لإدراك ما يحدث من تطورات وإعداد تقارير خاصة بذلك، وهى المسئولة عن نشر الوعى السياسى والخاص بحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية ونشر الوعى الجنسى والصحى ولأننا نفتقر لتلك الثقافة. أما منسق لجنة الإبداع، محمد متولى، يقول، هى لجنة جديدة تضم المُبدعين فى صناعة الأفلام، والتصوير والكتابات الأدبية وفن الشارع، وكل من له هوايات إبداعية يريد تنميتها كما ستتضمن لجنة رياضية للاهتمام بالصحة والرياضة كنمط للحياة. كما سيتم من خلالها مناقشة الكتب وسنساعد أعمال النشر وصانعين الأفلام، نظرا لأهمية مساندة الأعمال الإبداعية لدى الجميع. وتقول نوال السعداوى، الأم الروحية للاتحاد النسائى المصرى، إن الاتحاد يعتمد فى نشاطه على الشباب، فهم وقود الثورة وطاقتها، ويجب أن تتولى هذه الشباب القيادة فى مختلف القطاعات، بدءا من المنظمات الحقوقية، إلى الأحزاب المعارضة، وصولا إلى ضخ الدماء الجديدة فى مؤسسة كالرئاسة. وأضافت "السعداوى" أن الاتحاد يضم مختلف الاتجاهات والأفكار، فهو يدافع عن حقوق المرأة، ويساعدها على انتزاع حقوقها وحرياتها، لأن الحقوق لاتمنح، كما أشادت بفكرة أن الاتحاد يضم الرجال أيضا، وهذا يؤكد مدى الوعى الذى نضج عليه المجتمع ،وإيمانهم أن تحرير المرأة، لن يتحقق إلا بعد تحرير المجتمع بأكمله وتوفير له الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأشارت "السعداوى" إلى ضرورة أن يثرى الاتحاد الحياة العلمية، بدراسات وأبحاث عن قضايا المرأة ومشكلاتها، ومن ثم الخروج بنتائج لهذه الدراسات وأرقام وإحصائيات سوف يكسب المعلومات مصداقية، ويساهموا فى حلها.