وقف حسن نصر الله فى بنت جبيل؛ ليخطب فى الجنوبيين خطبة التحرير، كان شابا حديث العهد بقيادة الحزب، ورجلا محنكا جعل أيام إسرائيل بسواد لون شعر رأسه ولحيته الحالك آنذاك. "والله هى أوهن من بيت العنكبوت " أقسم صادقا بجرس خطيب مفوه متكئا على اسم الجلالة، لتبدأ الأساطير المؤسسة للكيان الإسرائيلى فى التداعى، تتآكل ساعة تلو آخرى، ولولا الظهير العربى لإسرائيل المغروز فى خاصرتنا لتلاشت منذ أزل، ولما اضطر أطفالنا لأن يستوطنوا الفرار ولا أن يسكنوا الغياب. دون "كامب دايفيد " أو "وادى عربة" انسحبوا، دون " سلام" أو شالوم هرولوا مرعوبين بدبابتهم وأسلحتهم الثقيلة أمام أناس كل ما امتلكوه يوما هو إرادة العيش بحرية وكرامة، أحبوا الحياة فأهدتهم أياما بطعم التحرير، وهواء صاخبا باردا له زرقه بحرهم الهادر . ايه فيه أمل ، فلا تصالح لا تصالح! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى. كل عام وجنوبنا فى مصر ولبنان وفلسطين، و فى إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية بألف ألف خير.