أخيرًا تحدث محمد فوزي المتهم بقتل والده بمدينة الشروق والذي يرى أن مبرر جريمته أنه ملاك ووالده شيطان... التقيناه داخل محبسه بعد أن كان مصابًا بحالة نفسية ويرفض التحدث مع أحد، إلا أننا أقنعناه أن يروي تفاصيل جريمته، بعد أن أكدنا له أننا سننشر كل ما يقوله. محمد " 27" سنة..نحيف البنية، حاد البصر، مرتجف، يداه ترتعشان وكأنه رجل مسن،سألناه عن الجريمة، فقال إنها لم تكن وليدة اللحظة، ولكن كان المفترض أن يتم ذلك منذ زمن بعد أن رأيت في المنام أنني ملاك وأن والدي ما هو إلا شيطان ظهر في صورة إنسان أخذني منذ أن كنت صغيرًا وتأكدت من أنني لست بشرًا بعد أن رأيت الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المنام عدة مرات. صمت قليلا و أبرق عينيه في اتجاهي لبضع ثواني ثم قال .. " لا تستخف بكلامي .. فكل ما أقوله صدق و أنا ملاك بالفعل " منذ أن كنت في مراحل التعليم بالابتدائي والإعدادي كان زملائي من الطلاب والمدرسون يقولون لي " أنت من أولياء الله الصالحين " وكنت أحسبهم يستهزئون بي وتكررت عده مرات وعندما كنت أسالهم لماذا تقولون هكذا كان ردهم: ستعرف ذلك مستقبلا. واستطرد.. كنت أسمع كلامهم ولا أبالي به، حتى دخلت الجامعة والتحقت بكلية الهندسة بجامعة عين شمس وكنت من أوائل الدفعة في السنة الأولى ثم رسبت في السنة الثانية كثيرا، فانتابتني حالة نفسية وفجأة تذكرت ما قاله لي زملائي منذ 5 سنوات بأنني " ولي" خاصة عندما رأيت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في المنام، فبدأت في الصلاة ولكنني كنت أسمع أصوات الملائكة تقول لي " برافو عليك .. صلي " وكنت اسمعها وأراها كما أراك وأسمعك الآن،ما يعد دليلا على أنني مثلهم. هنا توقف المتهم عن الحديث وبدأ يبرق عينه في مرة أخرى مع ارتعاش في يده قائلا : ما كان يحيرني أنني كنت أسمع أصوات شياطين تقول لي " ده مش أبوك" وكنت أراهم أيضا، وما بين أصوات الملائكة و أصوات الشياطين كدت أن أصاب بالجنون وقررت أن أقتل والدي بعدما أخبرني الشيطان بأنه أخذني منذ أن كنت صغيرا وهو من قام بتربيتي.. وحينها قررت أن انتقم منه حتى أرى سيدنا جبريل....بدأت التدبير للجريمة واشتريت "شاكوش" وحطمت به رأسه حتى فارق الحياة وتركت رسالة بجوار الجثة تفيد أنني قتلته لأنني ملاك وأنه شيطان...هنا أخذ " محمد" في البكاء وقال: اكتشفت أن كل هذا كان وهما.. والآن فقدت والدي و ضاع مستقبلي أيضا..وإلى هنا تنتهي القصة. وكان بلاغ قد ورد للرائد محمد عصام، رئيس مباحث قسم شرطة الشروق من "محمد. ح. م"- 43 سنة والمقيم بدائرة قسم القاهرةالجديدة أول باكتشافه مقتل خاله فوزي أحمد محمد غريب،65 سنة بالمعاش، داخل الشقة سكنه الكائنة بدائرة القسم، بالانتقال والفحص بمعرفة العميد خالد جاد، مفتش المباحث تبين أن الجثة مسجاة على ظهرها بداخل غرفة النوم وبها تهشم بعظام الجمجمة، وبجوارها مطرقة حديدية و خطاب محرر بمعرفة نجل المتوفى محمد فوزي أحمد -27 سنة وطالب بكلية الهندسة بجامعة عين شمس تتضمن اعترافه بارتكاب الواقعة لأن المجني عليه ليس والده وأن الشيطان غرر به وجعله يرتكب الجريمة. تم نقل الجثة لمشرحة النيابة بزينهموبإعادة مناقشة مقدم البلاغ قرر بأن نجل المتوفى منقطع عن الدراسة بسبب معاناته من مرض نفسي وسبق علاجه.