عن عمر يناهز الستين عاما رحل الملحن السكندري حمدي رؤوف صباح اليوم السبت بعد مسيرة فنية ارتبطت بأسماء كبار الشعراء الذين تغنوا بحب الوطن وتراث غنائي يحتفي بقيمة الكلمة ويلتحم بهموم الوطن، صاحبت ألحانه بطابعها الدرامي الشعبي المعبر عن الروح الشعبية المصرية عددًا من أشهر أغاني المسلسلات والمسرحيات، من أشهرها أغاني مسرحية "الملك هو الملك" للمخرج مراد منير بصوت محمد منير الذي منحه جمهوره لقب الملك تيمنًا بهذه المسرحية التي لاقت نجاحا جماهيريا ضخما عند عرضها 1988، وفي إعادة عرضها 2006، وأصدر منير أغنياتها في ألبوم جمع أشعار أحمد فؤاد نجم بالألحان المميزة لحمدي رؤوف لأغنيات: موال الصبر، طفي النور يا بهية، السبوع، شرم برم، ويامَّا مويل الهوا، كما غنى منير من ألحانه أيضا "الخواجه ابن ماريكا" كلمات الشاعر حمدي عيد. لحن الفنان الراحل عددا من تيترات المسلسلات منها "السائرون نيامًا" غناء علي الحجار وكلمات جمال بخيت، و"حارة الزعفرانى" كلمات سيد حجاب وغناء خالد عجاج. كان الراحل من أشهر حراس تراث سيد درويش، والمنتمين إلى مدرسته المصرية الملامح في التجديد الموسيقي، وكذلك في انحيازه للحس الشعبي في ألحانه، كما ارتبط مشواره الفني بمسيرة الحركة الوطنية وشكَّل برفقة أشعار صديقه الشاعر الكبير سيد حجاب ثنائي فني مسيرة تداخل فيها دور اللحن والكلمة مع الانحياز لقضايا الوطن، خاصة في عدد من الأغاني السياسية في السنوات الأخيرة. وللراحل تجربة مهمة لعدة سنوات في تدريب الفرقة القومية لأغاني الأطفال التابعة لهيئة قصور الثقافة.