لا يُطلب به شئ.. فإنك إن طلبت به شئ وحِيل بينك وبينه، الححت في طلبك ذاك ونسيته، أو سكنت إلى اليأس ولم ترجع بعدها إليه ..وإن سيق إليك مطلبك أسرك، فاستذلك، وتسربلت من يومك هذا بسربال مهترئ نسجه الدنس، ما إن تدخُل فيه حتى تودع ذلك النفس الطاهر الذي كان يخرج من بين أنفاسك. من نشده من أجل وجهه دام، ومن نشده رياءا ومداهنة فتر، ومن نشده من أجل رغبة انقطع.هو أقرب إليك من كل شئ، لكنك باعدته حتى أضحى أبعد عنك من كل شئ. إن سقاك بيده لم تُطعك نفسك في الاستسقاء من غيره. إذا عرفته لتحيا به دخلت في جملة المتفردين. إن كان غيره ضالتك فلا تتطلع يوما إلى هدأة نفس باسمة، أو سكرة نفس عارفة.. إن كان غيره ضالتك فاظفر بالحرب. لا تجحد رعشة الشوق إليه، تلك التي ترعد فيك بين الفينة والأخرى على غير إرادة منك. اتبع هديها لعلك تهتدي. الحرف يعجز أحيانا أن يخبر عن معنى دقت معرفته، فكيف يخبر عنه؟!، وهو سبيل لا تستبين منتهاه حتى تشرف على بلوغه. لا تنصت للجاهلين إذا أنبئوك عن سهولة السير في طريقه، فإنه طريق أعالي، لا يرتاده سوى من وطد نفسه على ارتياد الدروب الوعرة. حركة زمنية.. صوته ينادي بقوة ترجف معه أوصالك رجفة نشاط وعمل، تود لو تتوحد معه، وأن يُغترف به في شخصك، لكنه يستعصي عليك!. تستميت في إرضائه في التودد إليه، تطارده حتى تخور قواك. تدافع نفسك حتى لتكاد تبرئ منك!. لكنك ما عدت قادرا على السير في درب آخر!. "إما كل شئ أو لا شئ". هكذا هتفت كل جارحة من جوارحك!. تمور نفسك بالشك حتى لتبلغ الذروة التي لا شئ بعدها سوى سقوط حر في خواء مدمر عنيف!. تقذفها في حركة لا سبيل لك عليها، تطرحها في كل منطرح، تسيل دماء روحك من مقلتيك كلمات بلغة العجز العجماء!. وفي سكون المقدم على الموت، يتباهى الخصي أمامك برجولته، ويلوح الجاهل في وجهك بعصا حكمته، ويزهو الكافر عليك بإيمانه، ويطيب للعبد أن يمسح حذائه في خرقة حريتك!. وفي سكون المقدم على الموت تبتسم!. يتناهي إلى مسامعك صوت واهٍ ضعيف مع آخر خيط ضوءٍ ترسله شمس المغيب: لقد مات الإله.. ارفع رأسك المدفونة في المعاني السماوية ..لتحيا.. ارفعها عاليا عارية ترابية.. فقد مات الإله!. مات الإله ليعلن الكافرون باسمه سلطانهم مطمئنون آمنون. ترهف السمع فإذا به القلب وقد سقط مضرجا في كفره، والعقل مشدوها متقطع الأنفاس يتطلع إليه ثم يقلب وجهه في السماء ليرتعش لسانه بتراتيله الدينية!. يمضي الزمان ومازال العقل يردد تراتيله بآلية.. حركة زمنية.. .... ..... .... [email protected]