ذكر الموقع الإخباري الفرنسي " بوليتيك أكتو" أنه بعد عامين من اندلاع الربيع العربي في تونس ومصر وبعض الدول العربية الأخرى وتولي حركة النهضة السلطة في تونس، ولم يتغير شيء حتى الآن، لافتا إلى أن الشعب التونسي بدأ يترحم على النظام السابق، لدرجة أن جزءا من الشعب أخذ يطالب بعودته، رافضا حكم حركة النهضة الإسلامية الصاعدة حديثا للسياسة دون كفاءة واضحة. ويشير الموقع الإخباري إلى أن الولاياتالمتحدة خلال العقد الماضي بدأت تستوعب أن الطريقة الوحيدة لمقاومة الجماعات الإسلامية هو التحالف معهم، لذلك بدأت أمريكا في تغيير استراتيجيتها عن طريق التقرب من التيارات الإسلامية المختلفة متخلية عن سياسة النظر إلى هذه التيارات كأعداء يجب قتالهم. ويستطرد الموقع: بعد وصول هذه التيارت الإسلامية للحكم في بلاد الربيع العربي، عملت الولاياتالمتحدة على استخدام هذه التيارات كحراس للمصالح الأمريكية في العالم العربي، عن طريق إنشاء تحالف يقوم على أساس وضع أسس مثل تدعيم الديمقراطية وإرساء حقوق الإنسان في بلاد الربيع العربي، بمساعدة بعض الدول الأوربية ودول الخليج. ويلفت " بوليتيكا أكتو " إلى أن وصول هذه الحركات الإسلامية إلى الحكم جعلها تخضع لبعض الشروط التي فرضتها أمريكا بطريقة غير مباشرة، وأول هذه الشروط القبول بالهيمنة الأمريكية على مصادر الطاقة في الوطن العربي، وكذلك القبول بإسرائيل كقوة إقليمية كبرى في المنطقة والتغاضي عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأخيرا وقف الحملات العدائية ضد الولاياتالمتحدة ومصالحها في العالم. ولفت الموقع إلى أن مسألة حقوق الإنسان هي آخر ما تفكر به القوى الأوروبية والأمريكية باعتبارها قوى استعمارية كبرى. ومن جانب آخر، يوضح الموقع أن الولاياتالمتحدة بذلك هي المستفيد الأكبر من وصول هذه الحركات الإسلامية للحكم، بالإضافة إلى استخدامها لزراعها في المنطقة وهي قطر. فمنذ اندلاع ثورة الياسمين، أصبحت تونس رهينة لقطر، حيث تدخلت هذه الأخيرة في السياسة الداخلية لتونس بتقديم كل دعمها المالي لحركة النهضة الحاكمة، بدأ التدخل بشيك بمبلغ 300 مليون دولار أثناء الانتخابات التشريعية ليمكنه حصد أعلى نسبة من الأصوات، ولكن لم تقدم الدوحة كل ذلك هباء، فوفق الموقع، فقد تم توقيع اتفاقيات سرية مع حركة النهضة الإسلامية تمكن من الهيمنة القطرية على تونس. ويستطرد الموقع: وأمام تكشف تورط قطر في الحرب الأهلية بسوريا، فليس غريبا أن تصبح تونس هي أكبر مصدرة للمجاهدين، خاصة وأنها أصبحت القاعدة الخلفية لقطر، فالمئات من الشباب التونسي العاطل والمدرب يذهب للحرب إلى سوريا تحت مسمى الجهاد مقابل وعود مالية يحصل عليها أثناء الحرب وبعد عودته. وفي الواقع، لن تتراجع المملكة الصغيرة " قطر" عن محاولتها لإسقاط نظام بشار الأسد تنفيذا لاستراتيجية أمريكية- إسرائيلية، فلم يقتل شكري بلعيد إلا بعد إعلانه قبل موته بيوم أن هناك مؤامرة أمريكية- إسرائيلية تستهدف وضع يد هذين الدولتين على الدول العربية التي أضحى يحكمها حكومات إخوانية غير كفء، بل مجرد هواة سياسة. ويرى " بوليتيك اكتو " أن قطر دولة إرهابية تلعب على كل الأطراف، مستشهدا بالوصف الذي قدمته الصحيفة الفرنسية " لو كانار انشينيه " لأمير قطر ب " صديقنا " في مقال صادر بتاريخ يونيو 2012، مؤكدا أن قطر تنفذ مشروعا تخريبيا لتونس ومصر وليبيا، عن طريق جعل هذه الدول رهينة نظام استعماري رأسمالي تحت حكم تيارات إسلامية هاوية. واختتم الموقع قائلا إن " الثقوب التي يصنعها الفأر يمكنها أن تسقط الحصان " مشيرا إلى أن قطر تستهدف في الوقت الحالي سوريا، وغدا الجزائر ثم لبنان.