إذا كنت أديب أو روائي أو شاعر أو حتى قارئ جيد أو عادي، فأكيد ستفاجأ إذا عرفت أن نصف دماغك من فترة الستينات التي لا تعجبك .. ولن أتحدث هنا عن حالات إبداعية فردية طفت على السطح عن طريق المصادفة، إطلاقاً.. ولكن سيدور الحديث عن رواد الأدب الحديث مثل الأبنودي وجاهين ومحفوظ .. إلخ، الخلاصة توجز في أننا إذا طرحنا أي اسم أدبي في فترة الستينات فسنجده علامة بارزة في تاريخ الأدب الحديث، إننا لا نبالغ حينما نقول أن آونة الستينات شهدت رواجاً أدبياً واسعاً وشهدت انطلاقاً للعديد من الأسماء التي تعد من الرواد وسأحاول هنا أن أستعرض سريعاً لأهم وأبرز الأعمال في تلك الفترة: صلاح جاهين من أهم شعراء ورواد العامية المصرية، وارتبط جاهين بثورة يوليو ارتباطاً وثيقاً وعاش انتصاراتها وانكساراتها وكتب أهم أعماله في هذه الفترة ومن بينها أوبريت (الليلة الكبيرة) والعديد من الأغاني التي غناها عبد الحليم في تلك الفترة (عدى النهار، أحلف بسماها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، وغيرها). عبد الرحمن الأبنودي من أهم رواد قصيدة العامية، ويذكر أن الأبنودي كانت أهم أعماله الأدبية الإبداعية في فترة الستينات ومن أهمها (الأرض والعيال 64 – الزحمة 67 – عماليات 68 – جوابات حراجي القط 69 ... وغيرها) نجيب محفوظ من الجدير بالذكر في المقام الأول أن ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة نشرت في ذات الفترة (بين القصرين 1956– قصر الشووق 1957 – السكرية 1957)، علاوة على العديد من الأعمال المحورية في تاريخ الرواية المصرية والعربية مثل (اللص والكلاب، السمان والخريف، الطريق، الشحاذ، ثرثرة فوق النيل، ميرامار، أولاد حارتنا) يوسف السباعي من المعلوم أن يوسف السباعي من الروائيين الذين ارتبطت أسمائهم بالسينما المصرية حيث تحولت معظم رواياته إلى أفلام سينمائية، أما عن الفترة التي نتحدث عنها فقد صدر له العديد من الأعمال إبان تلك الآونة مثل (البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك) يوسف إدريس لن نضيف جديداً إذا قلنا أن يوسف إدريس من الأسماء التي أحدثت نقلة في كتابة الرواية والقصة وله العديد من الأعمال في تلك الفترة نذكر منها أعماله القصصية (أرخص ليالي، جمهورية فرحات، البطل، حادثة شرف، أليس كذلك؟، آخر الدنيا، العسكري الأسود، قاع المدينة، لغة الآي آي، النداهة) أما عن الأعمال الروائية (الحرام، العيب، رجال وثيران) وكذلك المسرحيات (ملك القطن، اللحظة الحرجة، الفرافير، المهزلة الأرضية، المخططين) فؤاد حداد يعتبر رائد التجديد في قصيدة العامية وارتبطت كلمات أغانيه وأشعاره بالمطرب سيد مكاوي وحديثاً علي الحجار ومحمد منير ووجيه عزيز .. وغيرهم كان ديوانه الأول أحرار وراء القضبان عام 56 ثم ديوان حنبني السد عام 56 ثم ديوان ترجم فيه الشاعر مختارات من الشعر الفيتنامي عام 68، والمسحراتي عام 69