في ظل منطقة ملتهبة بالصراعات والاضطرابات، أنظمة تقع وأخرى تحافظ على بقائها، تبرز أهمية دور السياسة الخارجية للدول في الحفاظ على أمنها القومي وإعادة التفكير في استراتيجياتها بما يتفق مع مصالحها، تنشر تقارير عدة حول مدى التزام مصر بالأمن القومي الإسرائيلي، وأنها تعيش أزهى فترات الأمن والطمأنينة بسبب "هدوء الجنوب". في هذا السياق يتساءل مراقبون عن الأمن القومي المصري والمصالح الاستراتيجية المصرية، خاصة في الملفات الحيوية، مثل سد النهضة في إثيوبيا وغيره من المشاريع المماثلة في حوض وادي النيل: أين مثل هذه القضايا في السياسة الخارجية لمصر؟ يقول أحمد دراج القيادي في حزب الدستور المصري ذي التوجه المدني وأبرز التنظيمات المشاركة في جبهة الإنقاذ المعارضة للرئيس إن جماعة الإخوان منذ البداية حصرت نفسها في فكرة التبعية لأمريكا، واستسلمت لها رغم مناورتها أحيانًا يمينًا ويسارًا مثل الهند وباكستان. وتكلم دراج في حوار ل "البديل" عن عصام الحداد - مستشار الرئيس للشئون الخارجية - واصفًا دوره بالبديل أو الموازي لما يفترض أن تقوم به وزارة الخارجية، هذا الدور في رأي دراج لم يضف جديدًا في آلياته عما كان يفعله مبارك، ورصد دراج تغيرًا في استقبال الوفود التي تذهب إلى أمريكا، حيث قال إنها باتت تحظى باهتمام أقل في استقبالها مما كان عليه في النظام السابق. ونقل موقع "أروتز شيفا" عن رئيس أركان الجيش الصهيوني في وقت سابق أن التنسيق بين مصر وإسرائيل أصبح أفضل منه أيام مبارك، وذكرت تقارير عبرية عدة أن الدولة الصهيونية باتت تنعم بأمان لم تجده منذ سنوات بعد وقف إطلاق النار مع غزة، التي يسيطر عليها الفصيل الإخواني حماس. يقول دراج إن العلاقة بين مصر وإسرائيل تمت تقويتها، ولكن ليس من خلال تقدم في الأداء وإنما عن طريق تقديم تنازلات لإسرائيل. وأشار دراج إلى أن أداء الخارجية بشكل عام مُتردٍّ والعلاقات بين مصر وغيرها تسير بعقلية المصلحة الذاتية والانعزالية، دون وجود رؤيا إلى المستقبل، وتسير بالمثل القائل "عيشني النهاردة وموتني بكرة". ويرى أحمد عودة مساعد رئيس حزب الوفد، المدني المعارض للسلطة، أن سياسات الحكومة الخارجية فاشلة، وهذا الفشل ينبع من الفشل الداخلي للحكومة، حيث فشلت في حل مشاكل الخبز والبنزين والسولار والكهرباء والنظافة، وأرجع ذلك إلى أن حكومة الإخوان لا تملك أي كوادر سياسية مدربة أو كفاءات تستطيع النهوض بالبلد. أما أماني الخياط أمينة الإعلام في الحزب المصري الديمقراطي، المدني صاحب التوجه الليبرالي الاجتماعي، فقد أشارت في تصريحات سابقة لصحيفة "البديل" إلى أن جماعة الإخوان موضوعة تحت الاختبار الأمريكي فيما يتعلق بمشاكل إقليمية، مثل أمن إسرائيل والصراع الدائر في سوريا، وعليها أن تثبت أنها تستطيع السيطرة من خلال نفوذها على الجماعات الجهادية في سوريا، وضمان الخروج يحفظ "ماء وجه" أمريكا في التمسك بسقوط الأسد، والذي ساندته روسيا ولم تسمح بسقوط نظامه.