في مشهد لا ينسى تجمعت فتيات معهد التمريض بالغردقة ورفعن لوحات تحمل رسالة اعتراضهم على قرار منع عرض مسرحية "ديوان البقر" الذي صدر أمس الاثنين، وسارت وردات معهد التمريض بلوحاتهن مدة تقارب النصف ساعة من المستشفى الأميري إلى قصر الثقافة؛ ليفككن حصار الأمن والموظفين، وعرضن أجزاء من المسرحية دون ديكور أو ملابس أو إضاءة، وأصررن على تحرير محضر بمنع العرض ومنع دخول الممثلين والجمهور وتكسير الديكور، وهو ما تم بالفعل بعدما استجابت قوة الشرطة بقيادة ملازم ونقيب شرطة تَفهَّما واحترما موقف المحتجات على منع العرض في صفعة حادة لتخاذل وزارة الثقافة ومسؤلي هيئة قصور الثقافة الذين تواطؤوا مع حملة الإخوان ضد الإبداع وحرية التعبير. مخرج العرض شنودة فتحي قال ل "البديل" إن "قوات الأمن التي وقفت أمام القصر منعت دخول الجمهور والممثلين قبل ميعاد العرض، وقام الموظفون في القصر بتفكيك وإزالة ديكور العرض وكابلات الإضاءة وتجهيزات الصوت، إلا أن حضور فتيات معهد التمريض وشجاعتهن وحضور النشطاء من حركة 6 إبريل وحركة كفاية وحزب الدستور، ومنهم محمد خطاب أمين اللجنة العامة للحزب في الغردقة ونشطاء آخرون، إضافة إلى الحضور الإعلامي متمثلاً في قناة "الجزيرة مباشر"، والزملاء الصحفيين، خاصة من صحف اليوم السابع والدستور والتحرير، كل هذا شكل ضغطًا على إدارة القصر والأمن". وأضاف أن الصحفيين المتواجدين التقوا برئيس القصر أسامة عبد العزيز وطلبوا الاطلاع على قرار وقف العرض الذي قال إنه جاءه من القاهرة وإنه يتضمن إشادة بتميز العرض وقرارًا بإيقافه وعرضه في أماكن أخرى، وأشار إلى أنه بعد مماطلة أطلعهم على خطاب وجهه هو ومحمود عبد العزيز مدير فرع البحر الأحمر إلى رئيس إقليمجنوب الصعيد الثقافي سعد فاروق، مطالبين بوقف العرض وتقديمه في موقع آخر، وعندما واجهه الصحفيون بحقيقة أنه من طلب وقف العرض، غادر القصر هو وباقي الموظفين. وتابع المخرج أن "البنات شاركن في الوقفة الاحتجاجية بالقصر رغم أنهن يخضن امتحانًا في الصباح؛ تضامنًا مع الفتيات المشاركات في العرض وهن أربع فتيات في الصف الثاني والثالث إعداي تمريض وخمس فتيات في الصف الأول والثاني الثانوي يلعبن في العرض أدوار أهل المدينة وأثبتن أنهن في الواقع أيضًا أهل المدينة وحماتها، وأصررن علي تقديم العرض رغم عدم وجود أي تجهيزات، وقدم فريق العرض بمساعدة المخرج التنفيذي الفنان حسن بركات لوحتين فقط من خمس لوحات يضمها العمل خوفًا على البنات من التأخر؛ لأن العرض لم يبدأ إلا بعد العاشرة مساءً، وانتهي العرض بتصفيق حاد من جمهور من الصحفيين والنشطاء وفتيات التمريض، وسط هتافات تنادي بسقوط حكم المرشد". وأكد شنودة أنه لن يحاول تقديم العرض بهذا الشكل؛ لأنه لن يقبل إلا أن يقدمه مكتملاً بجوانبه الفنية من ديكور وإضاءة وصوت وغيرها، وكذلك لن يعرض قبل تلقي اعتذار صريح له وللممثلين الذين منعوا من العرض، مضيفًا أنهم ينتظرون رد كرامتهم والاعتذار رسميًّا لهم، وقال إنه تعرض صباح أمس للإهانة في القصر، حيث طرده مدير القصر حين طالب بإعطائه ورقة رسمية تفيد بقرار منع العرض؛ لأنه كمخرج مسئول عن تقديم العرض، أمام إدارة المسرح، وحين اتصل مدير القصر برئيس الإقليم، قال الأخير إنهم هم من أنتجوا العرض، ورفض طلبه وطالبه بطرده. وأضاف شنودة أنه كان قد أرسل أمس رسالة استغاثة لرئيس هيئة قصور الثقافة سعد عبد الرحمن بعدما فشلت كل محاولات الاتصال به، وفوجئ حين علم من ملحن أغاني العرض الفنان أحمد الدمنهوري نقيب الموسيقيين بالبحيرة أن رئيس الهيئة كان في نفس توقيت أزمة العرض يحضر بروفة عرض بمركز إبداع دمنهور، وقال للدمنهوري الذي شرح له القضية إن العرض لم يغلق، وإنه سينظر في الموضوع، وإن العرض سيجول في المحافظات.