في استعادة لإحدى أكثر المسرحيات الشعرية أسى واستشرافًا للمستقبل واستلهامًا للتراث الشعبي لحكاية ياسين وبهية للشاعر الراحل نجيب سرور، تقدم فرقة بيت ثقافة منفلوط بأسيوط حاليًّا مسرحية "آه يا ليل يا قمر" للمخرج أحمد ثابت الشريف، التي بدأ عرضها أول أمس السبت، وتتواصل عروضها يوميًّا في الثامنة والنصف مساءً حتى الأربعاء المقبل. العرض أهداه مخرجه إلى "شهداء وضحايا حادث قطار المندرة بمنفلوط، إلى المزلقان الذي ما زال كما هو". مخرج العرض أحمد الشريف قال ل "البديل" إنه فوجئ بعبقرية وطزاجة الرؤية التي قدمها سرور في نصه كما لو كان مكتوبًا اليوم ويتقاطع مع ما نعيشه تفصيليًّا، مثل تطهير القضاء والثورة المسروقة التي لم يتحقق أي من أهدافها، لا عدالة ولا حرية، فقط غيرنا نظامًا سيئًا إلى الأسوأ، على حد قوله، حتى إن النص يأخذنا لبورسعيد في ذكر كامب الاحتلال الإنجليزي، وما زال شهداء الثورة دون قصاص في ظل مهرجان البراءة للجميع، وفي النص تتساءل شخصية أمين: لماذا قتل ياسين؟ فليست المأساة أن نموت ونضحي من أجل حياة أفضل، فالنص يذكر بشهداء الوطن الذين نذكرهم قليلاً ثم يذهبون إلى النسيان، و ينبه إلى أننا لا يجب أن ننسى الشهيد، حتى لو كنا عاجزين أن نأتي بحقه. وأضاف الشريف أن "هذا النص يكتسب أبعادًا أخرى رغمًا عنا عندما نقدمه في منفلوط التي شهدت مأساة مزلقان وقطار الموت الذي حصد أرواح أطفالنا، وترك في كل بيت في البلدة الصغيرة مأساة، و الأسوأ أن المزلقان ما زال كما هو تمامًا دون تغيير، وأشار "في رؤيتي الدرامية للعمل وجدت الأحداث تفرض نفسها، وفي المشهد الأخير في العرض جعلت بهية تحاول أن تعبر على الأشواك والآلام؛ لتقطف القمر في الجهة الأخرى، فيما يمر القطار الذي يدهس أطفالاً صغارًا يمسكون بشموع الأمل، ويظل الدجالون يحيطون ببهية؛ ليدَّعوا أن القادم أفضل، في الوقت الذي تطوق تشكيلات من جنود الأمن المركزي جمهور العرض في نهايته. "آه يا ليل يا قمر" تأليف وأشعار نجيب سرور، رؤية درامية وإخراج أحمد ثابت الشريف، موسيقى وألحان نصر الدين أحمد سيد، توزيع موسيقي د. رأفت موريس، سينوغرافيا وملابس صفاء كامل، إضاءة عصام عبد النبي، تنفيذ الديكور هاني محمد، تعبير حركي خالد نصر، غناء محمد هاتريك - عبد الجواد محمد - عبد الله محمد - أسماء حسن - نجلاء فتحي، عزف صوليست كمان وغناء أغنية "حلو المراكب" محمد شعبان، العرض بطولة وفاء كامل في دور بهية، مينا وجيه لمعي في دور أمين، حسني خليل مقلد في دور أبو بهية والشيخ، عبير ممدوح في دور أم بهية، محمد مختار في دور ضابط الأمن المركزي، محمد مصطفي خزامي في دور ضابط الجيش، وفي أدوار الشهداء: أحمد مختار، أحمد عبد العظيم، شيماء حسني، محمود بكر، زينب حسني، محمد حسن، ومحمد حسين.