بعد مرور 270 يومًا على بداية إضرابه، ورغم حصولة على إنجاز صاحب أطول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية، إلا أن مصيره هو الإهمال الطبي والتعذيب داخل سجون الصهاينة، فلم يحصل على الإنجاز في مسابقة رياضية من أجل مكاسب مادية، لكنه حصل عليها من أجل أن تحصل أمة على كرامتها وتنول حريتها، ويعرف حتمًا أن مصيره "الشهادة" لا مفر. ولد "سامر العيساوي" في 16 ديسمبر 1979، في قرية العيسوية شمال شرقي القدس، وجده كان من أوائل الذين انضموا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فيما استشهدت جدته خلال سنوات الانتفاضة الأولى. عانى والده ووالدته في مطلع السبعينيات مرارة الاعتقال، ليفجعا بعد ذلك باستشهاد شقيق سامر البكر في العام 1994، جراء الأحداث التي تلت مجزرة الحرم الإبراهيمي، بينما تعرض أخوته وإخواته. أعتقل مطلع عام 2003 بتهمة الانتماء لللجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين و حكم عليه بالسجن لمدة 30 عام ، وإفرج عنه ضمن صفقة شاليط وأعيد اعتقاله بتاريخ 7 يوليو 2012 ., وطالب النيابة العامة الاسرائيلية بسجنه لمدة عشرين عام بحجة ممارسته نشاطات تنظيمية وسياسية وزيارة مناطق في الضفة الغربية . وأثناء إعتقاله أعلن سامر إضرابه المفتوح عن الطعام بتاريخ 1 أغسطس 2012 وبدأ الإضراب عن الماء فى 12 مارس سامر العيساوى .. التحدى والمحلك فى تقريرها الاخير بمناسبة حلول يوم الاسير الفلسطينيى ، كتبت عنه وزارة الاسرى الفلسطينية بعنوان "سامر العيساوى" الامل والمحك قالت الوزارة أن يوم الاسير يحل في ظل استمرار الإضراب الملحمي التاريخي للأسير المناضل سامر العيساوي منذ 9 شهور، وفي ظل تدهور وضعه الصحي وتعرضه للموت المفاجئ في أية لحظة حسب الأطباء والمحامين. وحذرت الوزارة من استشهاد العيساوي بسبب اللامبالاة الإسرائيلية حيث ستفجر الأوضاع في السجون وخارجها، وأن الشعب الفلسطيني لن يحتمل سقوط شهداء جدد في صفوف الأسرى . واعتبرت الوزارة إضراب العيساوي محكا ومنعطفا سياسيا وأخلاقيا للمجتمع الدولي ومواثيقه الحقوقية والإنسانية ولعملية سلام عادلة في المنطقة. العيساوى يرفض الإبعاد إلى الخارج رغم كل المعاناه ورغم المحاولات الاسرائيلية لاقناع الأسير سامر العيساوي بقبول مقترحات ينقلها طواقم ضباط يتوافدون دون انقطاع على غرفته في مستشفى "كابلان" ، وعبر مصلحة السجون الصهيونية التى تستعين بطواقم توصف "بخبراء التفاوض" الذين يتدخلون في حالات الأزمات العصيبة ، وأداروا لقاءً مطولاً مع العيساوي في محاولة لإيجاد مخرج ، وطرحوا بدائل متعددة لكنه رفضها بشكل مباشر، مصراً على التمسك بالإفراج عنه إلى بيته في العيسوية، كموقف وحيد لإنهاء هذه الأزمة. ورغم ذلك فإن الأطباء ما زالوا يحذرون من خطورة وضع سامر الصحي، خاصة أن عضلة قلبه ضعيفة للغاية وتعاني قصوراً الأمر الذي يفسر أوجاع الصدر، كما يصفون حالته بالخطيرة للغاية، وأنه يواجه إمكانية الوفا كارلوس لاتوف يعلن تضامنه مع العيساوى كعادته في التضامن مع القضية الفلسطينية، قام رسام الكاريكاتير البرازيلي كارلوس لاتوف، بالتضامن مع الأسير الفلسطيني سامر العيساوي، راسماً كاريكاتير يظهر سامر العيساوي على كرسي متحرك، رافعا قبضته المعبرة عن القوة والصمود، مطالبا بالحرية له. سامر .. قطرة فى بحر صمود والدته على استشهاد وإعتقال اشقاءه هى الحاجة المقدسية "أم رأفت العيساوي" التى لم تجد أبلغ من البكاء للتعبير عن وجعها الممتد منذ نحو ثلاثة عقود، حيث تعود بداية مسلسل معاناة "أم رأفت" إلى العام 1986، حيث انطلقت رحلة التنقل بين السجون "الإسرائيلية" لزيارة نجلها البكر، ومنذ ذلك الوقت لم يكتب لها أن تجتمع بأولادها الثمانية في بيت واحد ؛ فتباعاً كانت سياط الأسر تلاحق الابن تلو الأخر، حتى أن كريمتها "شيرين" لم تسلم من الاعتقال. وقدمت والدة "العيساوي" نجلها الأوسط فادي شهيداً خلال مواجهات مع جيش الاحتلال عام 1994. ، وبلغت مأساة الأم ، إثر إقدام الإحتلال الصهيونى على اختطاف نجلها "سامر"- بعد فترة وجيزة من تحرريه في صفقة التبادل التي جرت بين حركة "حماس" و"تل أبيب"-، الأمر الذي دفعه إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام ما يزال مستمراً منذ نحو تسعة أشهر، وذلك على الرغم من تردي وضعه الصحي وبلوغه مرحلة أكثر من حرجة. وخاطبت الوالدة المكلومة الشعوب الفلسطينة والعربية والإسلامية وحتى الدولية، عبر رسالة صوتية مؤثرة قالت فيها: "أبنائي كلهم مدافعون عن فلسطين وقضيتها .. كل أولادي اعتقلوا، حتى ابنتي استكثروها علي وسجونها. عشت أنا وزوجي وحيدة في البيت، نتنقل من سجن إلى سجن، فعار عليكم أن يموت سامر في كل لحظة وأنتم تنادون بحريته دون أن تفعلوا شيئاً ، روح سامر إن أراد له الله الشهادة، فالله هو الذي يحيي ويميت". مخلص يحى برزق نجل الشعار الفلسطين يحى برزق ، والباحث فى مركز دراسات بيت المقدس : " لا شك أن سامر العيساوى هو جزء من ملحمة متصلة ضرب فيها الشعب الفلسطينى أعظم التضحيات والصبر والسداد على الموقف ويضيف برزق أن العيساوى الذى لم يبالى فى اضرابه حتى دخل موسوعة جينيس كأطول اضراب عن الطعام فى التاريخ ، مثله فى ذلك مثل العظماء من قبلة مثل الشهيد البطل الشيخ احمد ياسين القوى الضعيف ، وهو الرجل المشلول الذى استطاع أن يرهب العدو بكل قوته وجبروته كما ان أسرانا يتنزعون حقوقهم من فم العدو الصهيونى بارادتهم القوية وامتناعهم عن الطعام والشراب وفى النهاية يستطيعون الحصول عليها ، فالعدو الصهيونى يرتكب جرائم عديدة منها ما هو متعلق بالاسير المقدسى سامر العيساوى ومن قبلة الأسير الشهيد أبو حمدية والذى استشهد والقيود الحديدية حول يدية الى لحظات فى حياته ، وهنا تكون الجريمة الاكبر من الصمت الغربى وكل جمعيات حقوق الإنسان بحق أسرانا والذين يتم التنكيل بهم داخل السجون منير سعيد عضو القيادة السياسية بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" : "من خلال نموذج البطولة والصمود الذى يقدمة الأسير المقدسى سامر العيساوى والذى يعانى الأمرين داخل السجون الصهيونية ، فكلنا نتابع الصهاينة وهم يقتلون أسرانا من خلال الإهمال الطبى وأشكال آخرى كثيرة تابع : " وبالتالى فهذه الطبيعة متأصلة داخل العدو الصهيونى ، فهو مجرم ولا يحترم أى معاهدات أو قوانين أو إتفاقيات دولية أو أى شىء خاص بحقوق الإنسان وقال سعيد : " فلننظر الى الإضرابات التى يقوم بها أسرانا داخل السجون الإسرائيلية والتى هدفها أن يحصلوا على حقوقهم ، لكى يستطيعوا الصمود وأن يحصل الشعب الفلسطينى على كامل حريته