تقول الاحصائيات ان اكثر من 750 ألف مواطن فلسطيني حلوا ضيوفا علي المعتقلات الإسرائيلية الرهيبة منذ عام .1967 ولم يكن من الضروري اطلاقا ان يكون المعتقل قد شارك في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ولو بهتاف ضده. المهم ان تظل هذه المعتقلات اداة لاذلال المواطن الفلسطيني والضغط عليه لاجباره علي النزوح عن وطنه. وفي الوقت الحالي. يوجد حوالي 7400 فلسطيني لا يزالون يقبعون في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية بينهم اطفال ونساء يعانون من التعذيب والإهانة. استشهد منهم 166 فلسطينيا. ويعاني 1046 منهم من أمراض مزمنة ولا يتلقون العلاج اللازم وقضي 12 أسيرا منهم أكثر من 30 سنة في الاعتقال الإسرائيلي وحكم علي 311 أسيرا بالسجن مدي الحياة و319 أسيرا بأحكام تزيد علي 15 عاما و703 أسري يقضون أحكاما بالسجن تتراوح بين 10 و15 عاما و123 أسيرا حكم عليهم بالسجن من 5 و10 سنوات. ورغم ذلك لايزال الشعب الفلسطيني يتحدي وسوف يظل كذلك. ولو اردنا أمثلة علي صموده فهي كثيرة احدثها "سامر طارق العيساوي" اسير فلسطيني وصاحب أطول اضراب عن الطعام في التاريخ حيث يمر الآن بشهره الثامن. ولد سامر "34 سنة" في قرية العيسوية شمال شرقي القدس. وهو من اسرة مجاهدة. كان جده من اوائل الذين انضموا إلي منظمة التحرير الفلسطينية. واستشهدت جدته خلال سنوات الانتفاضة الأولي. في حين عاني والده ووالدته في مطلع السبعينيات مرارة الاعتقال ليفجعا بعد ذلك باستشهاد شقيق سامر البكر في العام 1994 جراء الاحداث التي تلت مجزرة الحرم الابراهيمي. بينما تعرض اخوته واخواته الستة للاعتقال. اعتقل مطلع عام 2003 بتهمة الانتماء للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما. تم الافراج عنه ضمن صفقة شاليط وأعيد اعتقاله في يوليو عام 2012 بزعم ممارسته نشاطات تنظيمية وسياسية وزيارة مناطق في الضفة الغربية. وبعدها بأقل من شهر بدأ سامر اضرابه المفتوح عن الطعام واكتفي بشرب الماء. لكنه اعتبارا من الاثنين الماضي بدأ يمتنع عن شرب الماء ايضا مما سرع بتدهور حالته الصحية المتدهورة اصلا بسبب طول الاضراب والتي احتاجت نقله إلي المستشفي. في ذلك يقول العيساوي انه يخوض معركة الأمعاء الخاوية مع الاحتلال الإسرائيلي لاجباره علي اطلاق سراحه وقال: "انني اتحمل الألم والمعاناة واستمد قوتي من شعبي. ومن كل الأحرار في العالم والأصدقاء وأهالي الأسري الذين يواصلون الليل بالنهار هاتفين للحرية ولإنهاء الاحتلال. لقد تدهور وضعي الصحي بشكل كبير. وصرت معلقا بين الموت والحياة. وجسدي الضعيف المنهار مازال قادرا علي الصبر والمواجهة ولسان حالي يقول: سأستمر حتي النهاية. حتي آخر قطرة ماء في جسدي. حتي الشهادة. فالشهادة شرف لي في هذه الملحمة. شهادتي هي قنبلتي الباقية في وجه الطغاة والسجانين. وفي وجه سياسة الاحتلال العنصرية التي تذل شعبنا وتمارس بحقه كل وسائل البطش والقمع. ومضي قائلا أقول لشعبي: أنا أقوي من جيش الاحتلال وقوانينه العنصرية. أنا سامر العيساوي ابن القدس. أوصيكم إن سقطت شهيدا ان تحملوا روحي صرخة من أجل كل الأسري والأسيرات. صرخة حرية وانعتاق وخلاص من كابوس السجون وظلماته القاسية. ومضي قائلا إن معركتي أكبر من حرية فردية. معركتي أنا وزملائي الأبطال طارق وأيمن وجعفر هي معركة الجميع. معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وسجونه. من أجل أن نكون احرارا وأسيادا في دولتنا المحررة وفي قدسنا الشريف. أنا واحد من ابنائكم. من بين الآلاف من ابنائكم الأسري الذين مازالوا يقبعون صامدين في السجون. ينتظرون أن يوضع حد لمأساتهم وآلامهم ومعاناة عائلاتهم. لقد أبلغني الأطباء انني اصبحت معرضا لجلطات دماغية بسبب عدم انتظام دقات القلب والنقص في السكر وهبوط الضغط. جسمي مليء بالبرودة وعدم القدرة علي النوم بسبب الآلام المتواصلة. ولكنني رغم التعب والارهاق الشديدين وآلام الرأس المزمنة. فإنني أتحرك علي مقعدي أحاول ان استجمع كل ما عندي لأواصل الطريق إلي منتهاه. لا عودة للخلف إلا بانتصاري. لأنني صاحب حق. واعتقالي باطل وغير قانوني. يقول العيساوي انه يعلم انه مرشح بقوة للرحيل إلي العالم الآخر.. وهذا أمر لا يخيفه. كل ما يتمناه فقط ان يدفن في القدس التي يحق لأي يهودي ان يدفن في ارضها الطاهرة بعد وفاته بينما يطرد منها ابناؤها.