أعلن وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر تتابع بقلق عميق المعلومات التي تتردد حول ارتكاب جرائم بشعة وانتهاكات بالغة ضد أشقائنا المسلمين من قومية الروهينجا فى جمهورية اتحاد ميانمار. وقال: إنه وفقًا لتلك المعلومات، أودت الموجة الثالثة من الاعتداءات التي بدأت فى 20 مارس 2013 بمدينة "ميكتيلا" التابعة لإقليم "ماندلاى" بحياة أرواح بريئة ومسالمة، وتدمير عشرات المنازل ودورٍ للعبادة ومدارس عديدة، فضلاً عن نزوح ما يزيد عن 6 آلاف مسلم، كما أبلغنا أن نطاق العنف الطائفى الممنهج امتد لينال من مسلمي مدينة "باجبو"، وبدأ يزرع الرعب فى أوساط بعض تجمعات المسلمين فى العاصمة "يانجون"، وأن مظاهر التمييز ضد المسلمين فى ميانمار تتنامى بأوجه مختلفة. وأوضح في بيانه أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال المعنية بالقومية المسلمة "الروهينجا" التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أنه لا توجد أي حجج أو أعذار تبرر المأساة، والأمر يتطلب تحركًا عاجلًا وفاعلًا من قِبَل حكومة ميانمار إزاء ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات لحقوق قومية الروهينجا والعديد من مسلمى البلاد، مشيرًا إلى أنه وفى نفس الوقت، وإلى جانب البعد الإنساني لهذه الانتهاكات لحقوق الإنسان بصفة عامة، فإن استمرار هذا الوضع يحملنا كمنظمة تعاون إسلامى مسئولية أكبر في الدفاع عن حقوق أولئك المسلمين وتحسين أوضاعهم المعيشية ودعم مساعيهم للحصول على حقوقهم السياسية والاجتماعية كمواطنين كاملي المواطنة، وعلينا أن نوجه رسالة واضحة إلى حكومة ميانمار مفادها أن المجتمع الدولي يتابع ما يحدث على أراضيها ويطالبها بمعالجة فاعلة وحاسمة لتلك الأوضاع. وقال: إن مصر تقترح أن ينظر اجتماعنا اليوم هذا فى الإجراءات التالية تكثيف المساعي مع حكومة ميانمار لإعادة فتح مكتب المنظمة الإنسانية في "يانجون"، تفعيلا لمذكرة التفاهم التى وقعتها الحكومة والمنظمة فى سبتمبر 2012، مع التأكيد على الاستعداد لتقديم الدعم المادى والإنسانى اللازم لتحسين الأوضاع المعيشية لأبناء قومية الروهينجا سواء داخل الإقليم أو فى معسكرات النازحين. وإعادة الاتصالات مع حكومة ميانمار حول الزيارة المقترحة والمطلوبة لوزراء خارجية الدول أعضاء مجموعة اتصال الروهينجا إلى إقليم راكين، مع التأكيد على الطبيعة الإنسانية لهذه الزيارة، وأود الإشارة، في هذا السياق، إلى أن مصر أجرت اتصالات عديدة مع السلطات الميانمارية لإتمام تلك الزيارة، وأن الأمر يتطلب تكثيف باقى أعضاء المجموعة مساعيهم في هذا الصدد والتحركات فى إطار أجهزة الأممالمتحدة المعنية بهذا الموضوع في نيويورك وجنيف، بما في ذلك مواصلة التحرك في إطار مجلس حقوق الإنسان لإدانة الانتهاكات الجارية وتكثيف الجهود لدفع حكومة ميانمار للاضطلاع بمسئولياتها تجاه مواطنيها من قومية الروهينجا. وقيام الدول المستقبلة للنازحين من ميانمار بحملة إعلامية مكثفة لتسليط الضوء على ما يتعرض له النازحون من ظروف إنسانية صعبة داخل مخيمات الإيواء بعد تهجيرهم من أراضيهم وهدم منازلهم، وعلى الأعباء التى تتكبدها تلك الدول فى إيواء هؤلاء النازحين، وتكليف كبار المسئولين بالدول أعضاء مجموعة الاتصال بإعداد خطة إعلامية لتسليط الضوء على التحديات التى تتعرض لها قومية الروهينجا أمام الرأى العام العالمى، وذلك بعد التنسيق مع الجهات المختصة بالعواصم. وأضاف أن مصر من جانبها، قامت منذ بداية الأزمة باتصالات وجهود على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف لوضع حد للمأساة الدائرة في أقليم "راكين" ضد قومية الروهينجا، كما أن مصر، رئيسة الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم جهود المنظمة للتوصل إلى حل لهذه المشكلة، بما فى ذلك مخاطبة رؤساء المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبى ومجلس حقوق الإنسان، وسكرتير عام الأممالمتحدة، ووزراء خارجية الدول أعضاء مجلس الأمن، لرصد الوضع المأسوي الذى يتعرض له المسلمون في ميانمار ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته ذات الصلة. وقال: إنه رأى اليوم أن يضع أمام المشاركين بعض التوصيات للتعامل العاجل مع الوضع المؤسف فى ميانمار، وأتطلع إلى مواصلة العمل معكم لوضع حد لأعمال العنف التى تتعرض لها قومية الروهينجا والمسلمين فى ميانمار والتخفيف من معاناتهم وتأمين حقوق المواطنة لهم دون أدنى تمييز، ونأمل أن تستجيب حكومة ميانمار لمناشداتنا لها باتخاذ الخطوات الحاسمة التى سبق أن تعهدت بها لوقف أعمال العنف ووضع نهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للتحديات التى نتدارسها فى اجتماعنا هذا.