أثارت تصريحات الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق حول قرب عودته لمصر وإمكانية تحالفه مع جبهة الإنقاذ الوطني ردود فعل واسعة ومتباينة، سواء داخل الجبهة أو في الشارع المصري، حيث سادت حالة من الحيرة إذا كان ينتوي أن يساعد في الخروج من المأزق وجديته في ذلك، ولعنة " الفلول" التي تطارده ويرفض البعض مساعدته أيا كانت، و"البديل " ترصد آراء السياسيين لقراءة وتفسير موقف الجبهة. علق الدكتور أيمن سيد عبد الوهاب الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ، على تصريحات الفريق أحمد شفيق بنيته الرجوع إلى مصر والإنضمام لجبهة الإنقاذ، بانه يرجع إلى رغبة الفريق في توحيد فكر المعارضة وتبني موقف موحد، يمكنهم من إحداث التأثير المطلوب في الشارع المصري، مؤكدا أن الجبهة خسرت كثير بسبب تشتتها وعدم قدرتها على التعبيرعن مواقفها بشكل فيه ضغط . وأوضح أن ردود أفعال الجبهة حتى الآن تؤكد أن مازال هناك انقسام داخلي، وتوجد فجوة بين أطراف المعارضة تكشف عن عدم الرغبة في التوحد، ولم الشمل لإحداث الهدف المطلوب وهو اعلاء مصلحة المصريين على المصالح والخلافات الشخصية، وإحداث تغيير حقيقي، ولابد ان تتعلم الجبهة الدرس لكي تستطيع البقاء في الشارع وأن يكون لها صوتا مسموعا. وأضاف عبد الوهاب أن سبب تردد البعض داخل الجبهة في قبول انضمام شفيق إليهم، هو أن هناك شريحة كبيرة من المصريين مازالت متحفظة عليه، بالاضافة إلى القوى الثورية التي تعارضه بشدة ؛ بسبب قربه او انتمائه للنظام السابق، ولكن ينبغي أن يدركوا ان هناك حوالي 12 مليون مصري انتخبوا شفيق وله قاعدة شعبية لا يمكن إنكارها، وعليهم أن يتعلموا أن التصنيف غير مقبول في هذه المرحلة، لكي يتم استبعاد بعض الشخصيات على أساس ماضيها. وفي السياق ذاته يرى الدكتور يسري العزباوي الخبير السياسي أن نبرة الفلول والخشونة في تسمية البعض قد فات أوانها، وبدأ عهد جديد يحتاج لكل الجهود حتى تتمكن هذه البلد من العبور لمرحلة الأمان والاستقرار ، مشيرا إلى أن الفريق أحمد شفيق من الوارد ان يكون أخطأ في الماضي، وكتب عليه أن ينتمي للنظام السابق بحكم منصبه، وهذا لا يعني أن يقضي بقية حياته في الخارج، خصوصا انه يريد أن يخدم بلده . موضحا أن موقف الجبهة يعكس خوفها من أن يستغل وجود شفيق بعض من جماعة الإخوان المسلمين وباقي القوى المؤيدة للرئيس، ليلقي التهم على الجبهة ويقول أن كل المعارضين هم الفلول، وربما يترتب على وجوده انسحاب البعض من الجبهة، ولكن الواقع يقول أن انضمام شفيق للجبهة سوف يعزز من قدرتها ، وتستطيع أن تحرك الشارع معها؛ والسبب هو أن انصار الفريق من الحزب الوطني و جميع من انتخبوه سيقفون في صف المعارضة ويشاركون معها. وأضاف العزباي أن عودة شفيق إلى مصر وإنضمامه لجبهة الإنقاذ سلاح ذو حدين ؛ فمن المحتمل أن يقوي الجبهة بسبب إنضمام أنصاره لفعاليات الجبهة والوقوف معهم ضد الإخوان، كما انه لديه نفوذ لا ينكرها أحد ، والإحتمال الثاني هو أن يساهم في تصيد الأخطاء للجبهة ويزعم الإخوان أنها جبهة " فلول " ، ولكن البيئة التي نعيشها تقبل كل من يساعد "حتى لو كان يهودي "، وتحتاج لجهود الجميع بغض النظر عن الانتماءات، كما أن فكرة الفلول اصبحت ليس لها معنى بسبب الاخطاء المتلاحقة من جماعة الإخوان المسلمين .