أطلق الأسرى المرضى في عيادة سجن الرملة نداءهم الأخير، كما وصفوه لمحاميا نادي الأسير يوسف متيا وشيرين ناصر، إثر زيارة لعدد من الأسرى هناك، وكانت رسالتهم "منا من قضى ومنا من ينتظر". وبيَّن محاميا النادي أن "الوضع لا يمكن وصفه، بل ما شاهدنه أكثر سوءًا من قبل،وأن استشهاد الأسير أبو حمدية زاد الوضع مرارة وقسوة، فكل ما حمله هؤلاءالأسرى هو السخط والغضب على ما يجري بحقهم دون أي تحرك جاد من أجل الإفراج عنهم، وأن إعلان الأسير منصور موقده الإضراب عن الطعام فاقم الوضع". وقالت ناصر: إن "الأسير موقده أعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا علىالإهمال الطبي الذي يمارس بحقه، وقد عمدت إدارة السجن على نقله للزنازين لمدة يومين بعد إعلان الإضراب وهناك حالة من الهلع والخوف على حياته كونه يعيش على أمعاء ومعدة بلاستيكية إضافة إلى أنه أسير مقعد". من جهته، قال متيا: إن "الأسير محمد التاج من طوباس، في وضع صحي صعب للغاية، وبينما كان يتحدث معه، شعر التاج باختناق وإجهاد واحمر وجهه وعيناه، وهب الأسير خالد الشاويش الذي كان بجانبه إلى أنبوبة الأكسجين لكييفتح الأسطوانة لتبعث كمية أكبر من الأكسجين، وبعد دقائق عاد ليكمل الأسيرواصفا وضعه بالخطير، فقد كان في السابق يستطيع أن يزيل جهاز الأكسجين لمدة 10 دقائق إلا أنه اليوم لا يستطيع الاستغناء عنه لدقيقة واحدة". وأشار الأسير التاج إلى أنه بالرغم من وجود قرار من مستشفى "مئير" بحاجته إلى زراعة رئتين إلا أن إدارة سجن عيادة الرملة أشعرته أنها لن تجري لهالعملية، السبب الأول والرئيس هو أنهم لا يجرون مثل هذه العمليات للأسرى وحجة أخرى هي أن هذه العملية مكلفة. وزار متيا "خالد الشاويش" الذي يعتبر من الحالات الخطيرة جدا مؤكدا أنه يعيش على المسكنات المخدرة بسبب الأوجاع التي تسري في جسده، وأنه وفي حال تأخرالدواء يصاب بنوبات هسترية من الأوجاع. وفي السياق نفسه طالب الأسير ناهض الأقرع والذي تعرض لعملية بتر لقدمه، بضرورةرفع قضية من أجل الحصول على قدمه المبتورة ليدفنها في أرضه في غزة، مضيفاأنه "لولا سياسية الإهمال الطبي وما تعرضت له لما أصبحت اليوم بلا ساقين، وقد انتظرت الكثير من الوعود من أجل مساعدتي صحيا إلا أنه وللأسف فقدت أطرافي وأنا أنتظر ويكفي أنني لم أعد أستطع النوم وأعيش على المسكنات، واليوم نحن جميعا طابور ينتظر دوره بعد استشهاد الأسير أبو حمدية". وعبرالأسير أيمن أبو سته عن استيائه الشديد من الوضع الذي وصولوا إليه ولفت إلى أن وضعه الصحي ما زال صعبا، فالأسير يعاني من أمراض في الكبد على الرغم من خضوعه لعملية جراحية قبل عدة أشهر إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الآم وان الدواء الذي يصفه له الأطباء هناك لم يساعده في التخفيف من معاناته.