عقدت رئاسة الجمهورية بعد ظهر اليوم -الأحد- مؤتمراً صحفيا لإعلان نتائج الزيارة التى قام بها الرئيس "محمد مرسي" الأسبوع الماضى إلى السودان ، وحضر المؤتمر 7 وزراء هم هشام زعزوع، وزير السياحة، ود.أشرف العربي، وزير التخطيط والتعاون الدولي، ود.باسم عودة، وزير التموين، ود.صلاح عبد المؤمن، وزير الزراعة، والمهندس حاتم صالح، وزير التجارة والصناعة، ود.حاتم عبد اللطيف، وزير النقل، ود.محمد بهاء الدين، وزير الري. وفى بداية المؤتمر قال المستشار ايهاب فهمي ، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس مرسي للسودان مهدت لمرحلة جديدة من العلاقات بين مصر والسودان ،كما أن الروح الإيجابية عكست رغبة صادقة في الارتقاء بالتعاون الثنائي وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين. وأضاف فهمي أنه تم الاتفاق على إقامة مشروعات مشتركة في مجال الزراعة لسد احتياجاتنا من القمح والحبوب وكذلك الثروة الحيوانية بما يضمن توفير الأمن الغذائي للبلدين، والاتفاق على الإسراع بالخطوات التنفيذية الخاصة باقامة منطقة صناعية مشتركة بالخرطوم والإعلان عن افتتاح الطريق الشرقي خلال ايام، والغربي والساحلي خلال الأشهر المقبلة، بما يمثله هذا المشروع العملاق من تدفق للتجارة بين البلدين، بالإضافة إلي رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة علي مستوى الرئيسين ووضع خطة عمل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. ومن جانبه قال المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، أن زيارة الرئيس محمد مرسي للسودان كانت موفقة وتاريخية بكل المقاييس مشيرا الى أن هناك العديد من المشروعات التي تم الاتفاق عليها على الأرض. وأضاف صالح أنه تم رفع تمثيل اللجنة المصرية السودانية المشتركة من رئاسة الوزراء إلى رئاسة الجمهورية لتكون نافذة وتلبي طموحات الجانبين. وقال أنه تم تخصيص مساحة 2 مليون متر مربع شمال الخرطوم سيقام عليها حوالى 400 إلى 500 مصنع متوسط الحجم ،مؤكداً أنه سيكون بها العديد من الصناعات الهامة التي يمكن أن يكون فيها تعاون بين البلدين فى الحاصلات الزراعية ودباغة الجلود والصناعات التعدينية وإنتاج الوقود الحيوي ،مشيرا إلى أن هناك شركات مصرية وسودانية تقدمت بالفعل للحكومة بطلبات لإقامة مصانع بهذه المنطقة الصناعية. وأشار وزير الصناعة إلى أنه تم التعاقد على زراعة 200 ألف فدان لزراعة نباتات الوقود الحيوى لتوفير البنزين المستخدم ،وإنشاء مزرعة مشتركة بين البلدين على مساحة 10 آلاف فدان وسيتم تصدير الإنتاج إلى القاهرة. وأضاف أنه سيتم الاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال التعدين والتنقيب عن المعادن والذهب وإتفاق مع شركتين مصرية وسودانية لزراعة وإنتاج الذرة الصفراء. ولفت إلى أن 35 رجل أعمال شهدوا توقيع هذه الاتفاقيات فى مختلف المجالات، وأوضح أن مصر تستورد فقط 5 % من اللحوم من السودان وسيتم زيادة الكمية إلى 20% بعد إفتتاح الطريق الشرقي ،لخفض سعر اللحوم فى مصر، كما تم تشكيل المجلس الأعمال المصري السوداني. ومن جانبه قال محمد بهاء الدين وزير الري إن هناك تنسيق مع السودان لتشكيل موقف موحد فيما يتعلق بقضية حوض النيل. وأضاف أن مصر والسودان لن توقعان على الاتفاقية الإطارية بشكلها الحالي لأن هناك نقاط خلافية ما لم يتم التوافق عليها لن توقع مصر والسودان عليها ،كما أنهم يتحدثون على موضوع الأمن المائي ونحن نريد ذكر الحقوق التاريخية المكتسبة لكل من مصر والسودان ،كما أنهم يريدون ان يكون القرار يكون بالأغلبية ونحن نريد أن يكون بالإجماع ،ونحن أردنا أن تشمل الأغلبية دول المصب. النقطة الأخرى المختلف عليها في الاتفاقية هي الإخطار المسبق لكن دول المنبع لا تريد ذلك باقي الاتفاقية لا يوجد اتفاق عليها. وأضاف وزير الري "بخصوص التعاون الثنائي بين مصر ودول الحوض لم يتوقف اخيرا ، حيث اتفقنا مع إثيوبيا والسودان على اتفاقية انشاء آلية جديدة مستقلة تماما عن مبادرة حوض النيل بحيث يكون هناك تعاون لدول حوض النيل الشرقي وهي مثال حي للتعاون الإقليمي ،ونحن مقبلون على عمل اتفاقية مماثلة مع دول حوض النيل الجنوبي كرواندا وبوروندي وتنزانيا وجنوب السودان ،سواء بخصوص حفر آبار أو إقامة سدود أو تزويدهم بمعدات. وقال باسم عودة، وزير التموين، إن مصر تستورد 5% من اللحوم من دولة السودان، ولفت أن الرئيس مرسي وجه بزيادة هذه النسبة إلي 20% بعد افتتاح الطريق البري الشرقي. وأضاف عودة "نسعي قبل حلول شهر رمضان لتوفير سلعة اللحوم الحمراء المبردة بسعر مناسب وبجودة عالية للمواطن المصري ،وبالذات في افقر المناطق المصرية ،حتى يشعر المواطن البسيط أن هذه إحدى آليات برنامج الإصلاح الإقتصادي والإجتماعي. ولفت إلى أن هناك خطوة مهمة تمت بالإشتراك مع وزارة الزراعة حيث تم الاتفاق مع الجانب السوداني علي تخصيص 2 مليون فدان لرجال أعمال منهم 500 ألف فدان لزراعة نبات عباد الشمس. ولفت إلى أنه بعد تحقيق تقدم في ملف رغيف العيش سيتم تحقيق تقدم آخر في ملف الزيت لتأمين نبات مصر من هذه الزهرة "عباد الشمس" لتوفير زيت بجودة عالية، نقطة اخري وهي موضوع الذرة الصفراء وهي مهمة لانتاج الزيوت النبايتة والأعلاف المخصصة لتربية الماشية والدواجن. كما قال أشرف العربى، وزير التخطيط والتعاون الدولي، إن هناك عدد من الأهداف التنموية التي تسعى الحكومة لتحقيقها منذ توليها المسئولية . وأضاف أن الطريق الشرقي الذى سيتم إفتتاحه خلال أيام بين مصر والسودان كان متوقفا منذ 12 عام مؤكداً أن إفتتاح الطريق سيكون له مردود كبير جداً على حركة التجارة والاستثمارات وبصفة خاصة منطقة الصعيد وقال أن هذا الطريق سيكون محور تنموي مع السودان. ولفت العربي إلى أن السودان لديها إمكانيات كبيرة يمكن إستغلالها لتحقيق الأمن الغذائى لشعبى البلدين، وقال إن اللجنة العليا المشتركة ستعقد اجتماعا كل 6 شهور. وأشار إلى أن من نتائج الزيارة المهمة للسودان أيضا هو الحديث عن محور مصر والسودان وليبيا والذى سيتم تفعيله خلال الشهور القادمة ، وهو ما يمثل عنصرا حاسما لنجاح كل خطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية ، وقال" سيشعر المواطن بذلك خلال الأيام القليلة القادمة". من جانبه قال هشام زعزوع، وزير السياحة، إن ملف السياحة كان مهما جداً خلال زيارة الرئيس محمد مرسي للسودان، ولفت إلى أن الوزارة تطرق كل الابواب، مشيرا إلى أن حركة السياحة العربية الوافدة لمصر لا تقل عن 20 % منها 200 ألف سائح سوداني في إطار تنمية حركة السياحة بين البلدين. وأضاف أن هناك سياحة علاجية للسودانين فى مصر وستحاول الوزراة زيادة الأعداد فى هذا الخصوص حيث تم توقيع برتوكول لمدة 3 سنوات حتى نهاية 2015 . وتطرق زعزوع إلي فرص التسويق المشترك مثل السياحة النيلية جنوب السد العالى حتى شمال السودان، و منتج حوض النيل بين مصر والسودان موضحا أن هذا المجال عليه طلب على المستوى الدولي. وقال زعزوع "السودان كان لا يستقبل حوالي 50 ألف سائح فى السنة ولكن العام الماضى استقبل حوالى 500 ألف سائح وسيتم التكامل معهم لزيادة ذلك فى البلدين، وسنقوم بتنمية وتدريب الكوادر السياحية السودانية للتدريب السياحي بداية من الشهر القادم في إطار التكامل السياحي مع السودان". وأضاف زعزوع أنه تم الاشتراك فى أول معرض سياحى فى السودان كما يتم العمل بين مصر والسودان وأثيوبيا لإنشاء اول منظمة للسياحة الافريقية للعمل فى المجال الدولي. ومن جانبه قال صلاح عبد المؤمن، وزير الزراعة، أنه تم توقيع اتفاقية منذ العام الماضي مع وزارة الزراعة السودانية فى التعاون الزراعي لإنشاء مرزعة بحثية شتويا لإنتاج محصول القمح وصيفيا الذرة والمحاصيل الزيتية وستكون هذه المزرعة على مساحة 500 فدان . وقال أنه تم الاتفاق على تخصيص 500 فدان لإنشاء مزرعة بحثية لنقل الخبرة للمستثمرين، وأضاف أنه كان قد تم الاتفاق على إنشاء مزرعة مشتركة للإنتاج الحيوانى وتم مناقشة الموضوع فى حضور الرئيسين مرسي والبشير. ولفت وزير الزراعة أن مرسي أصدر تعليمات بأن تتحمل مصر ما تبقى من البنية الأساسية لتبدأ مباشرة فى المزرعة المشتركة لتأمين مصدر اللحوم . وأشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة رصدت فى عملها تتبع الجراد الصحراوى وتوصلت إلي أنه يوجد فى حوالى ألف كيلو متر مربع فيها بيض جراد ولابد من مكافحة هذه المساحة بشكل جيد نظراً لخطورة ذلك على السودان والدول المجاورة لها ومنها مصر. وأوضح أن مصر قاومت مايقرب 102 سرب تضم ملايين الجراد، وأنه تم إثارة الموضوع مع الجانب السودانى الذي وعد بمشاركة مصر في مكافحة الجراد والتعامل معه بجدية حتى لاتحدث مشكلة مستقبلا وأوضح انه سيتم عقد لقاء فى وزارة الزراعة بحضور وزيرى الزراعة السودانى والسعودى للتخلص من المشكلة. وفيما يخص الوقود الحيوى اكد وزير الزراعة أنه تم ارسال خبراء بناء على طلب من السودان لدراسة زراعة تلك المحاصيل التى يتم إنتاج الوقود الحيوى منها، كما أن هناك مبادرة مصرية لتنمية حوض النيل بالتعاون بين وزارتى الزراعة والخارجية. وأشار إلي أن هناك اتفاق أيضا بخصوص المكافحة الحيوية لورد النيل ليكون هناك سهولة فى إنسياب المياة الى مصر، كما سيتم إنشاء أول مزرعة سمكية فى السودان، وكذلك إستخدام الالات والميكنة الزراعية للمزارعين السودانيين. ومن جانبه قال حاتم عبد اللطيف، وزير النقل، إنه لابد من توافر البنية التحتية لنقل كل السلع والبضائع ومنتجات المشروعات التى تم الاتفاق عليها مع الجانب السودان . وأضاف إن هناك شركة مشهرة بين مصر والسودان لنقل الركاب والبضائع، وأن أحد نتائج زيارة الرئيس محمد مرسي للسودان هو فتح مزيد من المنافذ الحدودية بين مصر والسودان ولفت إلي أنه تم الانتهاء من ميناء قسطل البرى وسيتم إفتتاح ميناء أرقين البرى خلال هذا العام كما سيتم تطوير ميناء رأس حدربة البرى على ساحل البحر الاحمر ودراسة خط سكة حديد أسوان ووادى حلفا بطول 500 متر وسيتم طرحه للمستثمرين قريبا كما تم الاتفاق على إنشاء شركة ملاحة بحرية سودانية مصرية مشتركة. ولفت إلي أن الجانب السودانى طلب من مصر الاستفادة من الخبرة المصرية فى مجال النقل وخاصة فى موضوع السلامة البحرية والنقل البحري وكل علوم النقل وسيتم الاتفاق على برنامج تدريبى للكوادر السودانية. ورداً سؤال حول قضية حلايب وشلاتين وهل تم بحث الموضوع خلال زيارة الرئيس للسودان قال المستشار إيهاب فهمى أن هذا الموضوع لم يطرح مطلقا وما يتردد عنه يستهدف المزايدة على موقف مصر الوطنى الذى لم ولن يتغير وقال المتحدث الرسمى أنه من غير المقبول التشكيك فيه وما يتردد حول ذلك يهدف الى التقليل من نتائج الزيارة الايجابية التى قام بها الرئيس محمد مرسى الى السودان . ومن جانبه علق وزير الصناعة والتجارة أن هذه التصريحات وهذا الموضوع تم إثارته من قبل فى يونيو 2010 مؤكداً أن إسترداد هذه النقطة من جديد للمشهد فى 2013 ووضع عناوينها فى جميع وسائل الاعلام وأنه تم الاتفاق خلال الزيارة على ذلك فإعتقد أنه غرض خبيث ولن ينطلى ذلك الا على السذج والبلهاء وتمنى وزير الصناعة والتجارة الخارجية ألا تتحدث وسائل الاعلام فى ذلك حتى لا نخدع المواطنين . ورداً على سؤال حول إقامة منطقة صناعية مصرية فى السودان فى الوقت الذى توجد ألاف المصانع المصرية المغلقة قال وزير الصناعة والتجارة الخارجية أن السودان تتميز ببعض الميزات الصناعية والزراعية مؤكداً أن الاراضى الزراعية الصالحة للزراعة فى مصر قلت مساحتها بصورة كبيرة ، وقال أن السودان تمتلك مساحات شاسعة يمكن الاستفادة منها لتوفير الامن الغذائى للبلدين فى مختلف السلع مؤكداً ان السودان لها بعد قومى هام جداً لمصر ويمكن أيضا الاستفادة من السودان فى الصناعات التعدينية والثروة الحيوانية . وفيما يخص المصانع المتوقفة فى مصر قال حاتم صالح أن الحكومة أجرت حصراً للمصانع المتوقفة فى مصر وتم حصرها ووصلت حوالى 1500 مصنع متوقف وعندما تم إجراء بحث حول أسباب توقفها قال وزير الصناعة أنه تبين أن هناك 431 مصنع تم تصنيف مشاكلها الى 85 % مشاكلهم مالية و15 % مشاكل تراخيص وقال أن الحكومة لديها برنامج محدد للوقوف وتم إعادة تشغيل 120 مصنع وسيتم تشغيل باقى المصانع خلال الفترة المقبلة . خلال مؤتمر صحفى بالرئاسة لإعلان نتائج زيارة الرئيس مرسى للسودان بحضور 7 وزراء : وزير الري: مصر والسودان لن توقعا على الاتفاقية الإطارية لحوض النيل وزير التموين: تخصيص 2 مليون فدان بالسودان لرجال أعمال مصريين.. والدفعة الأولى من اللحوم الشهر الجاري وزير الصناعة: إقامة 500 مصنع في السودان لإنتاج الوقود الحيوي والصناعات التعدينية موضوع حلايب وشلاتين أثير فى يونيو 2010 و استرداده للمشهد فى 2013 غرضه خبيث زعزوع: الاتفاق على إنشاء أول منظمة للسياحة الإفريقية بين مصر والسودان وإثيوبيا وزير النقل: الاتفاق علي إنشاء شركة ملاحة بحرية وخط سكة حديد بين مصر والسودان وزير الزراعة: الاتفاق علي إنشاء مزرعة بحثية لإنتاج القمح ومكافحة الجراد مع السودان