قال د. رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع السابق : إن الذى جعل مصر تتأخر عن اللحاق بركب الصناعة، الفتاوى التى كانت تحرم التعامل مع المصارف والبنوك، كما لم يكن هناك متعلمين قادرين على النهوض بالصناعة. جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت بدار الكتب بعنوان "الجماهير والسلطة"، وتحدث فى الندوة كل من د. رفعت السعيد عن "العلاقة بين العمال والسلطة"، وتحدث أيضا د. عاصم الدسوقى عميد كلية أداب حلوان عن "الأحزاب وعلاقتها بالسلطة"، وأدار الندوة د. أحمد زكريا الشلق. وأشار السعيد أن العمال هم أبناء الريف الذى جاءوا للبحث عن مصدر رزق، وعملوا بالمصانع والسكه الحديد والتقوا بالعمال القادمين من أوربا، حاملين معهم كل الخبرات النضالية والتنظيمية عن معنى النقابة والإضراب والاعتصام، حتى إن العمال المصريين نقلوا عنهم فكرة "الصناديق الحمراء"، والتى كانت عبارة عن تبرعات للعمال الذين قد يضربون فى المستقبل تساعدهم فى الإضراب إذا منع عنهم الأجور، وأخذ العمال المصريون من الأجانب نضالهم بطريقة التيك أواى وليس بطريقة النمو الطبيعى للعمل النقابى، ما جعل هناك طبقة عمالية نهضت قبل أن تنهض الرأس مالية المصرية، وهذا لم يحدث فى أى بلد. ونشأ الاتحاد العمالى عام 1922، وأصبح قويًّا جدًّا عام 1924، وسيطر عليه اليساريون، في ظل رأس مال متخلف، فانقسمت مصر، وأيد الحزب الوطنى حينها الحركة العمالية بينما طالب حزب الأمة بردعها، واختار الشعب الحركة العمالية ضد الرأس مالية الأجنبية والرجعية المصرية. بدأ عمال الترام إضرابهم بعد الطلبة ب3 أيام وبعد عودة سعد زغلول هدأت الحركة الوطنية، ولكن لم تهدأ الحركة العمالية لأن مطالبهم لم تتحقق، ولما حاول سعد زغلول أن يتهادن قال له فرح أنطوان: إلى أين تمضى بالأمانة يا سعد وتجنى على شعب عليك له العهد رويدك لا تعبث بآمال أمة شغوف بالاستقلال يهتاجها المجد فيا سعد حاذر أن تزل طريقه وإلا فلا سعد هناك ولا وفد ما جعل سعد يتراجع وقرر أن يقتحم الحركة العمالية بتأسيس نقابة عمال برئاسة عبد الرحمن فهمى، وقال سعد زغلول أنه سعيد بهذه الحركة التى قالوا عن أصحابها رعاع وأنا معكم وأنصحكم بإطاعة عبد الرحمن فهمى، ولكن فهمى طالب العمال بفض الإضراب. ومضت الأمور إلى الإضراب الكبير عام 46 حتى تدخل الإخوان وقدموا قائمة بأسماء قيادات الأضراب إلى الجهات الأمنية، فتم القبض عليهم واتفق أصحاب الأعمال بأن لا يتولى النقابة إلا إخوانى حتى لا يتم خيانتهم مرة أخرى وهنا تأخونت الحركات العمالية. قامت ثورة يوليو وحدث إضراب كفر الدوار، وتدخل الجيش وتم ضرب العمال بالنار وقتل حوالى 500 عامل، وأحيل الباقى إلى المحاكمة، أعدم عاملا ما جعل خالد محى الدين يتقدم باستقالته. وتحدث د. عاصم الدسوقى عميد كلية الآداب بجامعة حلوان سابقًَا، فقال: إن السلطة فى مصر لا تقبل القسمة على اثنين منذ عصر الفرعون الإله، فنشأة الأحزاب عبارة عن رؤية من أعضاء البعثات فى الخارج، ربطوا خطأ بينها وبين التقدم الديمقراطى، وفاتهم أن الأحزاب والدستور نشأت نتيجة لصرعات طويلة بينهم وبين السلطة، والأحزاب عندنا هى قوة سياسية فقط للتهديد وما يصل منها للحكم لا يسمح لغيره بمشاركته، والفرق يبقى فى التوجهات. وأشار الدسوقى إلى أن آفة الأحزاب عندنا فى مصر الانشقاقات، ومعظمها لأسباب شخصية، فحزب الوفد عندما عاتبه على شعراوى لأنه يصرف من أموال الحزب دون حساب، رد سعد: أنت فى الوفد لثروتك أى ليس لك قيمة، فخرج وأقام حزب الأحرار الدستوريين ، ثم أحمد ماهر والنقراشى أسسا الهيئة السعدية، والكتلة مكرم عبيد، ما يضعف الحزب.