سلم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، جائزة "البابا شنودة للحكمة" للدكتور الأمريكى ماتن شريبر" وقال البابا، هذا اليوم محفور فى قلوبنا حيث إنتقل فيه حبيبنا البابا شنودة، الذى ترك لنا تراثاً رائعاً جزء منه فى هذا المركز وأسسه ليصير منارة للثقافة والحضارة والمعرفة، وأضاف خلال كلمته فى إحتفالية منح جائزة "البابا شنودة الثالث للحكمة" التى نظمها المركز الثقافى القبطى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الإنسان الحكيم يستشرف المستقبل، أما غير الحكيم ينظر تحت قدميه، وأوضح أن منح الجائزة مرتبطة بأهم صفة فى البابا شنودة وهى "الحكمة". وتابع: ان هذه الحكمة التى تمتع بها البابا شنودة عطية إلهية، ولكن لها ثلاثة مصارد، الأول محبته للقراءة، وتاريخه يقول أنه كانى يقرأ كثيراً فى كل العلوم وعندما كان طالباً فى الجامعة صار مدرساً بالإكليركية، وخاصة اذا كانت هذه القراءة متعددة ليست لكاتب واحد أو مجال واحد، ولكن فى كافة المجالات، مضيفاً :"لقد أهدى المكتبة الإسلامية للمركز الثقافى القبطى، وهذه المكتبة جزء واحد فقط من مكتبته. واستطرد تواضروس قائلاً: "المصدر الثانى، موهبة الشعر، فحين سأله شاب كيف أصير شاعراً قال له "اقرأ الشعر كثيراً، وأحفظ مائة ألف بيت شعر ثم انساها.. بعدها يمكن أن تكتب شعراً"، وهو ما فعله البابا قرأ للشعر العربى والعالمى، وفى كتابه إنطلاق الروح نجد فيه ألفاظ غاية فى الروعة. وعن المصدر الثالث قال: أنه عاش فى البرية، وتعلم من حكمة أباء البرية وتاريخهم الرهبانى على أرض مصر، ومثل على القديس الأنبا بولا أول السواح، الذى لم تكن له كلمات كثيرة عنه سوى عبارة واحدة " من يهرب من الضيق يهرب من الله " وكذلك القديس أرسانيوس، معلم أولاد الملوك، قال "تكلمت كثيراً وندمت.. أما عن صمتى فلم أندم قط"، موضحاً أن هذه الكلمات ظلت تعلم فى الكثيرين وتفيدهم بالرغم من قلة عددها. وعن الجائزة قال بابا الإسكندية: "هذه الجائزة المرتبطة بصفة رائعة نمنحها للدكتور مارتن شريبر، لأن هذا الطبيب إستطاع أن يقدم فى علمه الكثير والكثير، وإستطاع بعلمه أن يخدم ملايين من البشر، مضيفاً: "هذه الجائزة وان كانت تحمل اسم البابا شنودة، فهى تحمل ضمناً تاريخ مصر وحضارتها واسمها".