في ذكرى ميلاد رشيق الكلمة عذب المعنى، الشاعر المتورط بحب الوطن، بإخلاص الحبيب لعشقة الأول المفقود، محمود درويش . الكلام عند درويش شاعراً ،كثير جدا، مثل الكلام عن كتابته وإنسانيته ومحبته للأرض والناس . وخلال ذكراه نذهب إلى من عرفوا درويش عن قرب، ليرسمو لنا بورتيريه موجز، عن درويش الانسان والصديق والشاعر .يروي الصحفي سيد محمود، كيف كانت معرفته الأولى ب"درويش"بقوله:" بداية معرفتي به، كانت 2002 خلال أمسية شعرية بالجامعة الأمريكية، وكنت أود اجراء حوار صحفي معه، وكانت زيارة درويش لمصر، بعد فترة طويلة من غيابه عنها، وكان بصحبته، الكبيرمحمد حسنين هيكل، عندما طلبت منه تحديد موعد لإجراء الحوار، وكان سعيداً، رغم وجود زملاء كثيرون يريدون إجراء حوارات معه .عندما ذهبت لإجراء الحوار كان بصحبته، زميل يجري معه لقاء، فسألني درويش : "ما رأيك في أسئلة هذا الحوار ؟ فقلت له ليس المطلوب مني إبداء رأي في أسئلة زميلي" .ويكمل محمود " عندما سألته سؤالي الأول قال هذه ليست أسئلة صحفي، هذا سؤال شاعر . ولم يجب على السؤال، وقال لي تعال معايا عندي لقاء مع القناة الثقافية في المقطم، وذهبت وبعدها عرجنا على وسط البلد، واشترى أسطوانات لأم كلثوم ورياض السنباطي .فقلت له وماذا عن الحوار فأجابني " حد يضحي بصحبة محمود درويش علشان حوار ، إتعشى معايا "ويذكر محمود كلمة درويش له عبر الهاتف عندما كان يأتى الى القاهرة وهي " فوت إشرب شاي ".كان درويش يفضل النزول في فندق هيلتون النيل، والكلام ل"محمود" : "عندما اجريت الحوار ونشرته نال إعجاب درويش، واثنى على دقته .يذكر محمود أن درويش صعد خشبة المسرح ذات مرة، أثناء إحتفال بيوم المرأة العالمي، ووجد القاعة مليئة بالنساء، فقال لهم سوف أقراء لكم قصيدة الجميلات، وبعدها اشتعلت القاعة بالتصفيق .ويشير محمود الى حب درويش لكرة القدم ومشاهدتها والكلام عنها ويقول : "أثناء لقائي ودرويش في سوريا ، كان هناك بعض الاصدقاء في انتظار لقاء درويش، ووجدته يقول لي، قل لهم انك طلبتني في الغرفة فلم تجدني، لحرصة على مشاهدة مباراة كرة قدم يلعب فيها ريال مدريد .ويضيف: كان درويش يحب الكلام عن الحياة، وكرة القدم، أكثر من كلامة عن الثقافة، وذات مرة كتب مقالاً مطولاً في الثمانينات عن لاعب كرة القدم الأرجنتيني مارادونا، غير انه كان مولعاً بقراءة الروايات والحديث عن الآدب .ويتابع: عندما كنت أسئله قبل سفري إليه إلى الأردن، ماذا تريد من القاهرة، كان يجيب: " هاتلي معاك رواية أو أتنين، مش ثلاثة ومش خمسةواشار الى انه كان يقضى أوقاته مع أصدقاءة المقربين، ومنهم الشاعر عبد الرحمن الابنودي، والصحفي الكبير هيكل والكاتبة صافيناز كاظم، وكان يوزع وقته فى القاهرة، بين لعب الطاولة مع الأصدقاء وأكل الحمام، أو الاستمتاع بقراءة رواية والحديث عن الكرة .