ذكرت صحيفة "لو نوفل اوبسرفاتور" الفرنسية في لقاء مع كولين باول وزير الخارجية الأمريكي إبان الحرب على العراق أنه أشار إلى أنه أكتشف مؤخرًا عدم صحة كل ما ذكره عن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق. وردًا على سؤال الجريدة حول ما نشره كولين باول في كتابه الأخير فيما يتعلق باعتباره اتهام العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل "نقطة سوداء" في تاريخه المهني، ورد وزير الخارجية الأمريكي السابق بأن هذا العمل ينغص حياته، فمنذ اكتشافه أن أغلبية المعلومات التي كانت الاستخبارات الأمريكية تمده بها غير صحيحة، يسأل نفسه دائمًا ماذا ينبغي عليه أن يفعل؟، " فلقد خدعته الاستخبارات الأمريكية". وأضاف كولين بول أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش طلب منه أن يحضر وثائق خلال ثلاثة أيام تثبت امتلاك العراق أسلحة دمار شامل لتقديمها للأمم المتحدة حتى تسمح هذه الأخيرة بشن حرب ضد نظام الرئيس صدام حسين. ولفت إلى أنه لم يستطع جمع الأدلة المطلوبة في الفترة المحددة مطالبًا الرئيس الأمريكي بمنحه ثلاثة أيام أخرى، غير أن جورج بوش رفض ذلك. بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي طلب من نائبه كتابة المقال قبل أن يتم التحقق من المعلومات. وأضاف أنه اضطر للجوء إلى الاستخبارات الأمريكية للحصول على هذه الأدلة لكتابة المقال الذي سيلقيه في الأمم اللمتحدة، مشيرًا إلى أنه اعتمد على أن المعلومات التي قدمها له جورج تانت رئيس الاستخبارات الامريكية صحيحة تمامًا وغير قابلة للشك. من جانب آخر، سألته صحيفة لو نوفل اوبسرفاتور: إن المعلومات التي قدمتها أيضًا حول وجود أسلحة كيميائية وبيولوجية في العراق كانت غير صحيحة، رد كولين باول قائلاً: إنه لم يقم بالكذب، كل ما فعله هو أنه ذكر المعلومات أمام الأممالمتحدة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي قد اختاره شخصيًّا لعلمه بنزاهته أمام المجتمع الدولي. لافتًا إلى أنه قد صدق هذه المعلومات حين عرضت عليه لأنه لم يتوقع قيام الاستخبارات الأمريكية بخداعه واختلاق هذه المعلومات. وأكمل وزير الخارجية الامريكية: أعلم أن الجميع يعتبرونني السبب في الحرب على العراق، ولكن "هذا ليس خطأي حيث إن الاستخبارات الأمريكية خدعتني". Comment *