رفضت جماعة الإخوان المسلمين دعوات بعض قوى المعارضة بعودة الجيش إلى السياسة، معتبرة أن أصحاب هذه الدعوات لا يحترمون قواعد اللعبة الديمقراطية خاصة ما أسفرت عنه نتائج العمليات الانتخابية التي جرت في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير 2011. وفي تصريحات خاصة، قال أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم الجماعة إن دعوات عودة الجيش للسياسة "دعوات قديمة بدأت منذ اندلاع الثورة ولن تحقق هدفها" وأضاف موضحا: "كان هناك منذ بداية الثورة من يطالب ببقاء العسكر، وبالتالي فهذا الأمر ليس جديدا على المشهد السياسي ولن يغير كثيرا فيه". ووصف الداعين لعودة الجيش للسياسة "بالقوة التي لا تقنعها أرقام الصناديق (الانتخابية) ولا أرقام الحشود (التي خرجت في تظاهرات في وقت سابق ترفض تدخل الجيش في السياسة) وإنما تريد أرقام خاصة بها" وقال: "هذه القوة لا تريد لمصر أن تتحول إلى الديمقراطية والتأسيس لدولة المؤسسات التي تلتزم فيها كل مؤسسة بدورها، ويريدون الزج بالجيش في المشهد السياسي"، لافتا إلى أن الجيش "يعمل الآن في اطاره الدستوري ويقوم بدوره الوطني" ورأى المتحدث باسم جماعة الإخوان أن أصحاب دعوات عودة الجيش للسياسة "لن ينجحوا في تحقيق مراميهم؛ لاحترام الجيش للمؤسساتية، ولأن مصر لن تعود للخلف خطوة واحدة"، واصفا الظرف الذي عمل فيه الجيش بالسياسة بأنه "ظرف تاريخي وانتهى". وتولى المجلس العسكري - الذي يضم عدد من قيادات الجيش - دفة الحكم في البلاد، بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير/ شباط 2011، قبل أن يعود الجيش لثكناته بقرارات أصدرها الرئيس المصري محمد مرسي في ال12 من أغسطس 2012، وتحت ضغط تظاهرات حاشدة طالبت بذلك. واحتشد المئات، اليوم الجمعة، أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في منطقة مدينة نصر، شرق القاهرة، للمطالبة بعودة الجيش إلى اللعبة السياسية مجددا، ورفض ما أسموه ب "أخونة الجيش"، في إشارة إلى ما يثار من اتهامات من قبل بعض أطراف المعارضة حول مساعي جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على مفاصل مؤسسة الجيش. المظاهرة دعت إليها بعض الشخصيات السياسية والعامة من بينها الناشط السياسي ممدوح حمزة، والمحامية تهاني الجبالي عضو المحكمة الدستورية العليا سابقا، وأطلق عليها منظموها اسم: "مليونية: حماية الأمن القومي المصري في الداخل والخارج.. يبدأ بالجيش المصري"، فيما تبرأت منها شخصيات سياسية وحركات شبابية أخرى من بينها: حمدين صباحي زعيم حركة التيار الشعبي والقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم قوى معارضة رئيسية، وحركة 6 أبريل/ الجبهة الديموقراطية. وفي سياق متصل، شدد محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة "تكن كل الحب والتقدير والاحترام للمؤسسة العسكرية المصرية، ولا تقبل أن يوقع بينهما أحد". وبحسب بيان أصدرته جماعة الإخوان ووصل لمراسل الأناضول نسخة منه، اعتبر بديع خلال لقاء عقده مع عدد من المسئولين بالجماعة أن الجيش المصري "أكثر مؤسسة رسمية منظمة في مصر وجماعة الإخوان المسلمين كأكبر مؤسسة شعبية منظمة في الشارع المصري حريصة كل الحرص علي العلاقات الطيبة معه وعلي عدم المساس به وبرموزه". وكالات أخبار مصر - أخبار - البديل Comment *