ذكرت صحيفة لو موند الفرنسية أن الهند قلقة من قيام الصين، بشراء ميناء جودار الباكستاني في الخليج العربي. وقد أضافت الصحيفة أن هذا العمل بمثابة الصاعقة للهند لأن الصين دخلت منطقة النفوذ "الطبيعية"، لها ولأن الصين ستصبح المتحكم التجاري الرئيسي على مضيق هرمز الذي يضم أكثر من ثلث التجارة العالمية للبترول والمنفذ الرئيسي للتجارة الهندية. كما تخشى الهند من تزايد التعاون بين الصين وباكستان. وتعتبر الهند أن تملك الصين لميناء جودار خطوة كبيرة لدخولها في منطقة نزاعات خاصة وأن الخليج العربي يضم باكستان، العدو التقليدي للهند، وكذلك إيران. بالإضافة إلى العداوة القديمة بين الهند والصين وقيام هذه الأخيرة بتدعيم الدول المجاورة للهند مثل سيشل وبنجلاديش وسيريلنكا وكذلك باكستان. وهذا ما دفع وزير الدفاع الهندي ا ك انتوني إلى اعتبار تملك الصين لميناء جودار ب "موضوع قلق للهند". وأضافت الصحيفة أن خطوط القوى في المحيط الهندي والخليج العربي قد شهدت تغيرًا جذريًا بقيام الصين بشراء هذا الميناء. فلقد أوضح الخبير الهندي في الجامعة الملكية في لندن أن ما يدهشني هو تنحي الهند جانبًا وترك الساحة لبكين كي تدخل في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تعتبر ضمن منطقة النفوذ الهندية. حيث أن الصين وضعت قدم لها في هذه المنطقة. وأشارت لو موند إلى أن قلق الهند يكمن في هل ستستخدم الصين هذا الميناء في النقل التجاري فقط؟ ام من الممكن أن تحوله الصين إلى ميناء عسكري -كما فعلت الصين مسبقًا في ميناء هامباتوتا ب سيريلنكا-خاصة أن وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار قد سمح لقوات الناتو باستخدام هذا الميناء في مايو 2011 لقتال أسامة بن لادن. وكذلك تخشى الهند من تنامي السرطان الصيني في هذه المنطقة بأن يكون شراء ميناء جودار الخطوة الأولى لمشروع صيني كبير. فقد أشار جابين جاكوب باحث بالمعهد الدراسات الصينية لصحيفة لوموند أن الصين دائمًا ما تسعى لإقامة مواني تجارية في مناطق حساسة، مضيفآ أن هذا هو قانون العمل. فقد سبق وأن حذر كمالاش اجنيتوري، خبير بحري " في المؤسسة البحرية الهندية" أن الصين ستتخذ قاعدة بحرية في باكستان وستكون قريبة من الهند بحيث ستقع في منطقة الصراع البحري"، مضيفًا أنه لا يبدوا أن الصين لديها نوايا لتحويل هذا الميناء التجاري إلى ميناء عسكري في الوقت الحاضر، لكن هذا لا يمنع أن تكون لها نوايا عسكرية مستقبلًا. يذكر أن باكستان قد وافقت على بيع ميناء جوادر الواقع على الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز للصين. وتخشى الكثير من الدول أن يصبح هذا الميناء بداية لمشروع صيني كبير، أو يصبح بمثابة " مسمار جحا" للوجود الصيني في المنطقة. أخبار مصر - البديل Comment *