في السابع عشر من فبراير عام 2011 انضمت ليبيا إلى قطار ثورات الربيع العربي التى تفجرت في تونس وتبعتها مصر، لذلك اشتهرت الثورة الليبية بثورة 17 فبراير، وكانت الشررة الأولي لتفجير الثورة الليبية في 15 فبراير عندما تم اعتقال المحامي "فتحي تربل" بعد دفاعه عن ضحايا سجن "بوسليم" بمدينة بنغازي، فخرج أهالي الضحايا وجموع مناصريهم لتخليص فتحي من سجنه خاصة وأنه لا يوجد أسباب لاعتقاله. وفي اليوم التالي لهذه الضجة احتشد المتظاهرون بمدينة البيضاء مرددين هتافات تطالب بإسقاط نظام معمر القذافي علي شاكلة ما ردده التونسيون والمصريون بإسقاط بن علي ومبارك، واطلق الأمن الليبي الرصاص على جمهور المتظاهرين ما أدي لوقوع اصابات وشهداء بين صفوف المحتجين. ومع اليوم الثالث لانطلاق شرارة الثورة الليبية، بدأت انتفاضة الشعب الليبي تأخذ شكلا مختلفا واجتاحت معظم مدن المنطقة الشرقية، حيث خرج جموع الشعب الليبي في 17 فبراير تحتَ شعار "يوم الغضب الليبي"، واجتاحت سبع مدن هيَ بنغازي والبيضاء وطبرق ودرنة وأجدابيا ونالوت والزاوية والزنتان ويفرن. ولم تختلف الثورة الليبية عن باقي ثورات الربيع العربي التي افتتحتها تونس ومصر، حيث كان الشباب مفجر شرارة الثورة الليبية، و اتخذت طابعا سلميا في بدايتها لكنها تحولت لثورة مسلحة بعد استخدام النظام للسلاح والعنف ضد المتظاهرين. وفي 20 فبراير استمرَّت الاضطرابات في بنغازي، وخرجَ عشرات آلاف المُتظاهرين إلى الشوارع فهاجمهم مُسلحون وتسبَّبوا بسُقوط 50 قتيلا، وعلي إثر هذه الاشتباكات اعلنت قوات من الشرطة والجيش انضمامها إلي المتظاهرين وسلمتهم مبنى مديرية الأمن بالمدينة. وكان يوم 20 فبراير يوما فاصلا في الثورة الليبية فلم يشهد انضمام عدد من رجال الأمن والجيش للمتظاهرين فقط، بل تم فيه السيطرة علي العاصمة طرابلس بعد خروج الآلاف بها، وحاصروا مقر الإذاعة وتوجهوا نحو الساحة الخضراء ليعلنوا بدأهم لاعتصام مفتوح هناك. وبعدَ الأحداث التي شهدتها العاصمة الليبية، ظهرَ سيف الإسلام القذافي في أول خطاب متلفز له منذ اندلاع الاحتجاجات، محذرا من إمكانية اندلاع حرب أهلية في ليبيا، منبها إلى أنها "ليست تونس أو مصر"، ووعدَ بسن قوانين إصلاحية وتعديل الدستور لإرضاء المحتجين، ولكن هذا الخطاب أجج المُظاهرات أكثر، وقامت الحشود الغاضبة بإحراق العديد من المباني الحكومية في المدينة. وكان الأهم من انضمام الجيش هوَ بروز بعض ردود الفعل المحلية الأولى اتجاه الاحتجاجات، إذ استقالَ مندوب ليبيا في الجامعة العربية معبرا عن انحيازه إلى "الثورة الشعبية"، وكذلك أعلنت قبائل كبرى عديدة من القبائل الليبية دفعة واحدة عن انحيازها إلى المحتجين وتخليها عن نظام القذافي. وفي تطوُّر غير مسبوق في استقالات السلك الدبلوماسي، أعلنَ 6 سفراء لليبيا في دول بريطانيا وبولندا والصين والهند وإندونيسيا وبنجلادش استقالتهم دفعة واحدة في يوم 21 فبراير انحيازا للثورة الليبية. وبعد أن أخذت الثورة الليبية شكلا جديدا غلب عليه الطابع المسلح، انتهت بوصول الثوار إلى مقر إقامة القذافي في باب العزيزية، بعدها اعلن المجلس الانتقالي الليبي عن اعتقاله لابن القذافي الأكبر، فيما فر رئيس الوزراء البغدادي المحمودي، وظل مصير القذافي مجهولا وحتي الإعلان عن قتله في 20 اكتوبر 2011. Comment *