نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" تحليلا عن المشاكل الاقتصادية التي تواجه القادة الإسلاميين في مصر وتونس واستجابتهم لها، بعنوان "نهضة تعاني نقصا في التمويل". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن رؤية الإسلاميين كحسن مالك للاقتصاد تعتمد على الاستثمار والمسئولية الأخلاقية. ويتحدث حسن مالك رجل الأعمال الإخواني البارز عن نموذج للتنمية الاقتصادية تتوازن فيها المصلحة الشخصية مع المصلحة الوطنية، والتنمية الاجتماعية لها أولوية ورجال الأعمال ملتزمون بالأخلاقيات، أو كما يسميها مالك "الرأسمالية مع الانتباه للفقراء". وأضافت رولا خلف الكاتبة في الصحيفة أن الإسلاميين هم المستفيد الرئيسى من انهيار الديكتاتوريات على امتداد العامين الماضيين، ولكن بعد زوال تلك الديكتاتوريات اكتشف الإسلاميون أن تولي إدارة البلاد أصعب بكثير من كفاح تلك النظم المستبدة، ويتعلق هذا الأمر بالاقتصاد أيضا، فما يمكن أن يقدمه الإسلام في المجال الاقتصادي نظريا سيكون محدود جدا في الممارسة العملية. وانتقلت الكاتبة إلى استعراض عامين بعد الثورة في مصر وتونس، فمحمد مرسي يكافح للدفاع عن العملة التي فقدت أكثر من 8 % من قيمتها مقابل الدولار منذ ديسمبر، وتراجعت الاحتياطات الأجنبية إلى درجة حرجة، إضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية والعنف المتكرر. أما تونس، فيتم التحول السياسي فيها بشكل أفضل نسبيا، وفشلت الحكومة في مكافحة بطالة الشباب، الذي كانوا وقود الثورة، فنسب البطالة مرتفعة في تونس كما في مصر أيضا. وقالت الصحيفة إن الحكومات تواجه الأزمات السياسية بشكل مستمر، خاصة مع انقسام المجتمع على أسس أيديولوجية بين إسلاميين وليبراليين، وإثر عدم وجود التوافق السياسي على الاقتصاد، وحرمانه من خلق إجماع واسع حول كيفية النهوض بالاقتصاد. Comment *