مرت علينا في السادس من فبراير ذكر وفاة القائد المغربي المقاوم عبد الكريم الخطابي وأحيت المغرب ذكراه. وأقامت جماعة العدل والإحسان المغربية احتفالا في ذكرى وفاته. وأفردت لذكراه حيزا في موقعها على الإنترنت وأوردت ما قاله عنه الراحل عبد السلام ياسين: "إن الإيمان بالله وباليوم الآخر كان عقيدَتَه، والقرآن كان شاهِدَه، وكانت سعادةُ الدارين مطلبَهُ لنفسه وللمسلمين، كان مذهبُه في علاج آلام الماضِي وانحرافات الماضي واضحا، وكانت له رُؤيَةٌ مستقبليَّة في كيفية طَيِّ صفحاتٍ لا تَسُرُّ". عبد الكريم الخطابي من مواليد "أجدير" بالريف بالمغرب، كان حافظا للقرآن متصوفا زاهدا، عاش حياته نموذجا للمقاوم العربي للاستكبار والاستعمار والهيمنة والتبعية.. ووحد صفوف أبناء بلاده لمقاومة الأسبان وقاد ثورة الريف الشهيرة عام 1921 وأعلن استقلال الريف عن أسبانيا. لكن كعادة الاستعمار والاستكبار في كل زمان ومكان هاجمت القوات الفرنسية والأسبانية معا الريف المغربي وباستخدام مكثف للأسلحة الكيماوية أسقطت جمهورية الخطابي في الريف وتم نفي الخطابي، الذي طلب اللجوء السياسي إلى مصر وقبل لجوءه الملك فاروق .. وفي العهد الناصري كان صوت الخطابي يصل مقاوما عبر مصر ومن القاهرة إلى العالم مساندا حركات الاستقلال في المغرب العربي الكبير، وكان أول من نادى بفكرة المغرب العربي الكبير الواحد المتحد. في أواخرعهده رصد له البرلمان الهندي منحة نظير تاريخه ورفضها وأتم حياته لآخر عهده في مصر حتى وافته المنية في السادس من فبراير عام 1963م. وتمر الذكرى وننسى في مصر كالعادة عهدًا كانت بلادنا فيه حاضنة للمقاومة ومنبرا للمستضعفين، فإذا كان المغاربة يحيون ذكرى البطل الذي قاوم من أجل بلاده وأطلق دعوة تحرير المغرب العربي وكافح في الريف المغربي سنوات، فإننا كمصريين علينا أن نحتفي أيضا بذكرى رجل احتضنته بلادنا ومات على أرضها ودفن في ترابها وظل صوته يدوي عبر موجات إذاعتها "صوت العرب" مازلنا نتذكر كلماته التي تعيش بيننا وكأن الزمان هو الزمان: "السلاح الحقيقي لا يُستورد من هنا أو هناك، ولكن من هنا -يشير إلى العقل- ومن هنا -يشير إلى القلب-". "قالوا إنهم جاؤوا لتمديننا، ولكن بالغازات السامة وبوسائل الفناء". Comment *