يواجه تيار الإسلام السياسي اختبارا صعبا خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة مع تآكل القاعدة التصويتية له عبر عامين من الثورة المصرية، هذه الفرضية التي يطرحها العديد من الكتاب يناقشها الباحث السياسي أكرم ألفي في دراسته الجديدة "كيف يصوت المصريون.. الديموجرافيا السياسية والسلوك التصويتي بعد ثورة 25 يناير" التي صدرت ضمن "كراسات استراتيجية" بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. يشير الباحث إلى أن مصر تعد إحدى الدول التي تشهد سكانياً ظاهرة "تضخم فئة الشباب"، حيث إن 54% من سكان مصر لم يتجاوز فعليا 24 عاما بل إن 24 مليون مصري يقعون في الفئة العمرية ما بين 15 و29 عاما. وهو السياق الذي عبر عنه ميدان التحرير خلال الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، حيث هيمن الشباب في "سن القتال" الذين حصلوا على قدر من التعليم وانسدت أمامهم منافذ الصعود الاجتماعي والتعبير السياسي على المشهد. ويرى الباحث أكرم ألفي أن سكان المدن من ابناء الطبقة الوسطى والمناطق الريفية الغنية التي يوجد بها كتل متعلمة ضخمة والمناطق التي تقل بها التوترات الطائفية تميل للتصويت لصالح التيار المدنى على حساب التيارات الإسلامية. في المقابل يرتفع نفوذ التيار الإسلامي في الريف الفقير وابناء الفئات الأقل تعليما والأكثر فقرا وفي مناطق التوترات الطائفية التي يرتفع بها مكون الأقباط. وهو في هذا السياق يطرح أن هذه الرؤية تتشابك مع تفاصيل المعركة الانتخابية من الأجواء السياسية والشعارات وخطاب النخب والقضية الرئيسية التي تشغل الناخب في وقت التصويت. ووفقا لهذه الفرضية، يعتبر الكاتب أن التيار الإسلامي بشقيه الإخواني والسلفي لديه قاعدة تصويتية محتملة تصل إلى 40% من الناخبين مقابل نفس النسبة للتيار المدني فيما تظل 20% "كتلة تصويتية متأرجحة" تحدد خياراتها في اللحظة الاخيرة. وفي نهاية الدراسة، يرى الباحث أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستشهد تغييرا واضحا للخريطة السياسية مقارنة بانتخابات 2011-2012، حيث يتوقع أن يرتفع نصيب التيار المدني إلى 40% من أصوات الناخبين المصريين مع تزايد ثقل هذا التيار في القاهرة الكبرى والاسكندرية ومدن القناة والوجه البحري. في المقابل، فإن معامل التوتر الطائفي في الصعيد وتهميش المحافظات الحدودية ذات الثقافة البدوية المحافظة وارتفاع نسب الأمية في الريف الفقير بالوجه البحري سيمنح التيار الإسلامي بكافة اطيافة نسبة تتجاز 45%. فيما ستبقي النسبة الباقية "الحائرة" بين الاستقرار والتغيير هي التي ستحدد من يحكم مصر برلمانيا خلال السنوات المقبلة. أخبار مصر - البديل Comment *