قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها اليوم، إن "مصر الآن تعيش مناخا من الترهيب للصحفيين ووسائل الإعلام المنتقدة للرئيس محمد مرسي وحكومته"، داعية الولاياتالمتحدة إلى استخدام نفوذها، بما في ذلك قرض صندوق النقد الدولي، للحفاظ على مساحة للحريات. وأضافت الصحيفة الأمريكية إن "المقياس الأكثر أهمية لحكومة مصر الإسلامية لن يكون كيف تدير الاقتصاد أو حتى عما إذا كانت تحافظ على علاقات ودية مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، بل سيكون عما إذا كانت ستحافظ على المعايير الديمقراطية التي سمحت لها بالصعود إلى السلطة". وأشارت الصحيفة إلى أن "أخطاء الرئيس محمد مرسي ستكون قابلة للتعديل، إذا كان المصريون قادرون على انتقاد أداء الحكومة بحرية والتصويت لتغييرها" وتابعت "لكن على الرغم من أن مرسي وحزبه الحرية والعدالة، المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، يصرون على أنهم ملتزمون بالنظام الديمقراطي وبحماية حرية الصحافة والسماح لجميع أحزاب المعارضة بالعمل بحرية، إلا أنه - بعد بضعة أشهر فقط من توليهم المنصب- هناك دلائل مثيرة للقلق تشير إلى أنهم قد لا يلتزمون بهذه الوعود". وذكرت الصحيفة أنه في مقدمة هذه الدلائل هو الضغط المتزايد الذي تتم ممارسته على الصحفيين المنتقدين، حيث في الأشهر الأخيرة تعرض عدد من المحررين والكتاب البارزين ورسامي الكاريكاتير لتحقيقات جنائية باتهامات تنوعت بين نشر أخبار كاذبة وإهانة الرئيس وانتهت بالكفر. وألمحت الصحيفة إلى أن العديد من تلك التحقيقات تم إطلاقها من قبل النائب العام المعين من قبل مرسي عقب شكاوى من مكتب الرئيس. كما أن الحكومة لم تتردد في فرض جدول أعمالها على وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، حيث قامت بتعيين رؤساء تحرير تابعين لنفس الأجندة السياسية، ومنعت في الوقت نفسه ظهور إعلاميين مناهضين لها. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة الإسلامية الجديدة تسامحت أيضا مع مناخ الترهيب، فتم محاصرة مكاتب العديد من القنوات التليفزيونية المستقلة لأسابيع من جانب مؤيدي حازم صلاح أبو إسماعيل. وخلال مظاهرات مناهضة لحكومة مرسي، خرج أنصار الإخوان إلى الشوارع وأحرقوا خيام المعتصمين وتم اتهامهم باستهداف الصحفيين. وعلى جانب آخر، رأت واشنطن بوست أنه "في حين أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدعو للحفاظ على الحريات الديمقراطية في مصر، إلا إنها بطيئة في الاستجابة للاعتداءات على الصحفيين". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: إنه حتى الآن الولاياتالمتحدة تحتفظ بنفوذ وتأثير كبير على مصر، بما في ذلك نفوذها في قرض صندوق النقد الدولي المنتظر الذي تحتاجه الحكومة المصرية بشدة، مشددة على أهمية توظيف هذا النفوذ في الحفاظ على مساحة حرية للمعارضة ووسائل الإعلام، معتبرة أن توافر تلك المساحة أمر جيد للديمقراطية في مصر، ويمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة. Comment *