قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية: إن شبكة قنوات الجزيرة القطرية تفقد بشكل مطرد أرضيتها في السوق العربية، مع ظهور قنوات قوية اخرى، بالإضافة إلى أن دعمها المطلق للمقاتلين في ليبيا وسوريا، وانحيازها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وفشلها في التغطية الصادقة لانتفاضة الأغلبية الشيعية في البحرين دفع العديد من المشاهدين الى التشكك في مصداقيتها. وأشارت المجلة البريطانية إلى أن قنوات الجزيرة الفضائية، التي أحدثت ثورة في عالم التغطية الإخبارية العربية قبل عقد من الزمن، تحدت طويلا الهجوم عليها حيث تم انتقادها من قِبل مجموعة متنوعة من الحكومات والسياسيين. فاتهمها كلٌّ من الزعيم الليبي معمر القذافي النظام السوري بالوقوف وراء تأجيج الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ومؤخرا تم وصفها على شبكة فوكس نيوز الأمريكية بأنها بوق الارهاب المناهض للولايات المتحدة. وذكرت المجلة أنه منذ إطلاق قمر صناعي عربي، عملت الجزيرة كقناة إخبارية في عام 1996 وأضافت لشبكتها قنوات متخصصة اخرى مثل الجزيرة الرياضية والوثائقية، فضلا عن قناة إخبارية ناطقة باللغة الإنجليزية التي على الرغم ن شعبيتها تحظي بسمعة سيئة في واشنطن باعتبارها مروجا للحركات الجهادية. ولفتت "الايكونوميست" إلى أنه وسط هذا التوسع، مدعوما بالجدل حول نوايا الدولة الخليجية الصغيرة، تفقد الجزيرة بشكل مطرد أرضيتها مع ظهور العديد من القنوات العربية المنافسة لتستولي على حصة من المشاهدة بتقنيات براقة وتغطية صحفية جريئة ونقاشات محمومة. كما دخلت وسائل إعلام عالمية مثل شبكة بلومبرج الإخبارية، وسي إن إن في السوق العربية. ومن المفارقات أن الثورات العربية، التي روجت لها قناة الجزيرة بابتهاج، قد انتجت تحديا لهيمنتها لأن الجماهير الآن في بلدان مثل مصر والعراق وتونس تتحرك بسرعة وباقتدار أكثر تجاه تغطية الأحداث المحلية بواسطة قنوات وطنية مستقلة انتشرت بفضل مناخ سياسي أكثر تحررا، جنبا إلى جنب مع وسائل الإعلام الاجتماعية على الإنترنت. كما أن الأصوات المكبوتة التي كانت ذات يوم تتحدث على الجزيرة بجرأة، لا سيما الإسلاميين من جماعة الإخوان المسلمين، يتحدثون الآن من مواقع السلطة. واعتبرت المجلة أن قطر نمت وسط باقي دول الخليج بشكل كبير في الثروة والنفوذ، وذلك جزئيا بفضل القوة الناعمة التابعة لذراعها الإعلامي. ولكن دعم الجزيرة القوي للمقاتلين المعارضين في ليبيا وسوريا وانحيازها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر قد جعل العديد من المشاهدين العرب يتشككون في مصداقيتها، بالإضافة إلى ميلها لتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أولئك المقاتلين أنفسهم وفشلها في التغطية الصادقة لانتفاضة الأغلبية الشيعية في جارتها البحرين. وأوضحت المجلة البريطانية إلى انه ليس فقط المشاهدين الذين لاحظوا ذلك، فقد كتب الكاتب الإماراتي سلطان القاسمي مقالا في العام الماضي يشير فيه الى ان أنحياز القناة الموالي لجماعة الإخوان. كما استقال عدد ليس بقليل من العاملين بقناة الجزيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مراسلين في بيروت وبرلين والقاهرة وموسكو وباريس. حتى قناة الجزيرة الإنجليزية، التي لها سمعة راسخة بنيت منذ نشأتها عام 2006، ليست محصنة. ففي سبتمبر احتج موظفوها بعد أن تم الطلب منهم الترويج لخطاب أمير قطر، الشيخ حمد آل ثاني، في الأممالمتحدة في نيويورك. Comment *