قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن دخول قناة "الجزيرة" التليفزيونية القطرية الى سوق الإعلام الأمريكى، عبر صفقة الاستحواذ على قناة "كارنت" الأمريكية التى يملك فيها" نائب الرئيس الامريكى الأسبق "آل جور" حصة بنسبة 20%، لا يشكل قلقا في أوساط المشهد الحالي لوسائل الإعلام الأمريكية. وأوضحت المجلة أن المشروع الجديد الذى سيطلق عليه "الجزيرة أمريكا" سيجد صعوبة في شق طريقه فى شوق الاعلام المرئى الامريكى الحالي، فمحطة "كارنت" هى لاعب صغير فى السوق مع هامش صغير من المشاهدين. ورغم أن بعض المحافظين في الولاياتالمتحدة، مثل "بيل أوريلي" في محطة "فوكس نيوز" الاخبارية، لا يزالون مقتنعين بأن الجزيرة تمثل الدعاية المناهضة للولايات المتحدة، وبوقا للمتعاطفين مع الارهاب والمتعاطفين مع محبي السلام المناهضين للحرب، هناك من يشكك فى قدرة تلك القناة على جذب الاهتمام فى امريكا. فى الوقت نفسه، رفض الناقد الإعلامي الامريكى "مايكل وولف" في مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية، ما يتردد بأن قناة الجزيرة الإنجليزية تمثل تحديا دوليا لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" وشبكة "سى .ان .ان" الامريكية، ووصفها بأنها" مملة"، بدرجة لا تجعل هناك سببًا حقيقيًا لمعاداتها. اسباب للترحيب ولكن هناك أسباب حقيقية للترحيب بصفقة الجزيرة المقدر قيمتها ب500 مليون دولار للوصول الى عشرات الملايين من الأسر الأمريكية، واحد تلك الاسباب الرئيسية هو أنه، على عكس ما يعتقد "وولف" و"أورايلي"، فإن قناة الجزيرة الإنجليزية اذا ما قورنت بنظيرتها العربية الاكثر إثارة للجدل، هى عبارة عن شبكة إخبارية جيد جدا، كما أنها تقوم على الواقعية المدروسة، وتمكنت من استغلال الثروة النفطية لدولة قطر، فى القدرة على تكريس الموارد لاثارة قصص لمهمة تتجنبها القنوات الإخبارية الرئيسية الأخرى حاليا. فهناك شبكات دولية قليلة تغطي أمريكا اللاتينية وأفريقيا، ناهيك عن منطقة الشرق الأوسط، كما أن صحفييها ينحدرون من نحو 50 بلدا، مما يجعلها واحدة من المؤسسات الأكثر عالمية في مجال الأخبار. ما يراه "وولف" بأن قناة الجزيرة وأخبارها "مملة"، يراه أمريكيون بارزون بأنه "أخبار حقيقية". وقال "كولن باول" وزير الخارجية الاسبق، على ما يبدو، ل "آل جور" أنها القناة الوحيدة التى يشاهدها، كما قالت وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" في عام 2011: " قد لا أتفق مع قناة الجزيرة الإنجليزية، ولكن كنت أشعر بأننى أحصل على الأخبار الحقيقية على مدار الساعة بدلا من ملايين الاعلانات التجارية" التمويل والانحياز وقالت المجلة: "نعم، المنتقدون على حق فى إشارة إلى أن الشبكة ممولة من الحكومة القطرية التى لها أجندتها السياسية، وفي بعض الأحيان، تتأثر تغطيتها مباشرة بتلك الاجندة، وعلى سبيل المثال، تعتبر القناة من اكثر القنوات اهتماما بتغطية الشأن السورى ولها مشاهدون كثر، ولكن نظرا لأن قطر تقوم بتسليح وتمويل فصائل التمرد في سوريا فإنها تنحاز للمتمردين، إلا أن القناة لا تولى اهتماما كبيرا باضطرابات الربيع العربي في مملكة البحرين القريبة من قطر. ولكن الشبكات الأمريكية الكبرى هي أيضا عرضة للضغوط السياسية الخارجية، واذا كانت قناة الجزيرة تعرض الأخبار في بعض الأحيان مع وجود تحيز ملحوظ، إلا أنها ليست منحازة كتلك القنوات الحزبية الامريكية مثل مثل قناة " MSNBC" و"فوكس نيوز". الربيع العربى وقالت المجلة إن قناة الجزيرة لاقت استحسانا كبيرا وواسعا في عام 2011، لتغطيتها التى لا مثيل لها لأحداث الربيع العربي، ونقلت المجلة عن " عبد الرحيم فقراء" مدير مكتب الجزيرة فى واشنطن قوله: "ان ما يقال عن قناة الجزيرة واهدافها فى امريكا مرفوض، وهناك سوء فهم، وهو ما ستحاول قناة الجزيرة الانجليزية القيام به لتوضيح الصورة الحقيقية". ويضيف :" ان الجزيرة تركز على جميع أنحاء العالم، وبالتالي لديها عين على كل أنواع الجماهير المختلفة، وهذا ما يعطيها هوية فريدة من نوعها. وبطبيعة الحال، يختلف التركيز فى التغطية من أزمة إلى أخرى، ولكن الفكرة هي أنك تلبي في الواقع احتياجات وتطلبات الجميع فى أنحاء مختلفة من العالم، وهناك اعتقاد أننا نعيش في قرية عالمية، ولكن القرية العالمية حتى وقت قريب جدا، كانت تأتى فيها المعلومات من الشمال (أى الغرب) إلى الجنوب ( الفقير) فى العالم. ولكن الآن ، وفى وجود قناة مثل الجزيرة، فإنها تحاول عكس هذه الحركة من الجنوب إلى الشمال. وهناك أيضا وعي بأننا نعيش في عالم يتسم على نحو متزايد من قبل الناس برغبات في العيش في أنظمة حرة وديمقراطية، وهذا يجعل من الضرورى التركيز على مظالم الناس وتطلعاتهم - لأن هؤلاء الناس هم الذين يشاهدونك – خصوصا اذا كان هؤلاء الناس لديهم شكوك بالفعل تجاه حكوماتهم. واوضحت المجلة ان قناة الجزيرة الامريكية يمكن ان تركز فى محتواها على مناصرة الأقليات، واثارة القضايا الداخلية فى المدن الامريكية وقضايا الشباب وهو ما يحتاجه الامريكيون. وحتى لو لم تحقق أعلى التصنيفات في الولاياتالمتحدة، فإن قناة الجزيرة لديها العديد من الحواس في كيفية سحب البساط بالفعل من المنافسين الأمريكيين الموجودين حاليا. توقعات النجاح وتوقعت المجلة ان تحقق الجزيرة الانجليزية نجاحا كبيرا فى امريكا سواء على مستوى الاخبار الاجتماعية واثارة القضايا عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، والتواصل مع قطاعات جديدة من المشاهدين فى بلدان نائية، او على مستوى الاخبار الدولية والعالمية.