أثناء وجوده في الطائف و في قمة الاضطهاد إليه من أهل ألوثنيه السوداء في بداية الدعوة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مناجيا ربه عز وجل " إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى " . هذه هي القاعدة الذهبية النورانية التي وضعها رسول الله صلى الله عليه و سلم لتكون نبراسا للمؤمنٍ في حياته الأيمانيه . إن هذه القاعدة القلبية- العقلية تشير إلى الاختيار الحتمي للإنسان و هو رضي الله عن أفعاله حتى و إن وقفت الدنيا كلها في الجانب المعاكس. انه نفس الاختيار الأول الذي اتخذه المهاجرون الأوائل عندما تركوا موطنهم الذي ولدوا فيه و ساروا مع رسول الله إلى المدينةالمنورة ليبدأوا حياه جديدة كلها حب و مؤخاه وحتى يمارسوا دينهم الذي ارتضاه الله لهم. إن هذا الدعاء النوراني السامي يمثل جوهر الإسلام لأن العبد الذي رضي أن يسلم وجهه لله و يقبل الإسلام دينا فأنه لن يسعى إلا لإرضاء الله عز و جل . إن هذا الدعاء المقدس الشريف هو القوه ألوجدانيه الدافعة للمؤمن لكي يتقبل كل الصعاب و يرفض كل الإغراءات المدية و المعنوية التي قد تبعده و لو اقل القليل عن الله و عن رسوله الخاتم العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. و يروى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ربه قال " إذا تقرب إلى العبد شبرا تقربت منه باعا و إذا أتاني ماشيا أتيته هرولة" وهذا من رحمه الله و حبه للبشر و خاصة الذين لا يترددون في التقرب إلى الله طاعة و حبا. ان هذا الحديث القدسي بجب إن بجعل الإنسان يشدوا بعظمه الله و رحمته و بذداد حبا في رب الوجود الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار. إن هذا الآلة العظيم يتقرب و هو في عليائه إلى مخلوقاته إذا تقربوا إليه وهو دائما عند حسن ظن عبده به لا يخزله ولا يحرمه من رضاه و رحمته حتى إن كان من العصاه و تاب إليه . لقد خلق الله الوجود بكل ما فيه من النعم لمخلوقاته ووعدهم بالمزيد إذا اتبعوا الطريق المستقيم الذي ارتضاه لهم. الذاكر لله يتنعم بأنوار الذات المقدسه و بقربه و يتلذذ بالمنجاه القلبيه له سبحانه وتعالى وعندما قال سيد الخلق عليه الصلاه والسلام " افلا اكون عبدا شكورا" و من بين الاشياء التى يشكر عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رب العزه و الجود هى نعمه القرب. ويالها من سعاده و غبطه و اعظمها من نعمه. Comment *