توالت الأزمات السياسية في عام 2012 واحدة تلو الأخرى في مصر وتجلت هذه الأزمات على الأرض في تزايد أعداد المليونيات والاعتصامات في الشارع، على المستوى الشعبي، استتبعها مشاهد دموية سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وترجمت رسمياً في صورة قرارات وإعلانات دستورية، تلغي كل منها سابقتها تميزت بالتخبط ما لبث أن تراجع عنها الرئيس محمد مرسي الذي تولى منصبه في النصف الثاني من العام 2012، انتهت بإقرار الدستور، كما شهد هذا العام صدور أحكام لصالح رموز النظام السابق والضباط قتلة الثوار في أحداث 25 يناير تباينت بين قبول الطعون امام محكمة النقض وإخلاء سبيلهم، كما تسلمت أجهزة التحقيقات تقارير فساد رموز النظام السابق. على صعيد المليونيات فإن العام 2012، قد شهد اندلاع 26 مليونية من بينها خمسة مليونيات تطالب برحيل المجلس العسكري عن السلطة و3 مليونيات أخرى تتضامن مع ضحايا استاد بورسعيد وتطالب بالقصاص لهم من القتلة والمحرضين على أعمال العنف بالإستاد، كما كان للفلول نصيب من هذه المليونيات التي وصلت إلى 3 كانت الأضخم تطالب بتطبيق العزل السياسي على رموز النظام البائد و3 مليونيات نظمتها جماعة الإخوان المسلمين تحت اسم الحفاظ على الشرعية، و8 مليونيات ضد الرئيس محمد مرسي وأخيراً مليونية نظمتها كافة القوى السياسية ضد الفيلم المسيء للرسول . واستتبع هذه المليونيات سقوط أكثر من 150 شهيدا في فبراير 2012 في أحداث بورسعيد أكثر من سبعين قتيلا ومئات المصابين، وفي أحداث العباسية سقط 11 شهيداً وعشرات الجرحى من المتظاهرين،وأخيراً في تظاهرات قصر الاتحادية استشهد ستة أشخاص وأصيب أكثر من أربعمائة متظاهر خلال الأحداث، ونالت حوادث القطارات في حادث مأساوي أكثر من 50 طفلاً في محافظة أسيوط وأصيب 13 طفلاً أخرون، وفي حادث مأساوي أخر في شهر رمضان قتل 16 جندياً مصرياً على الحدود في سيناء . وعلى صعيد الخطابات السياسية التي وجهها الرئيس محمد مرسي إلى الشعب المصري منذ توليه منصب الرئاسة فإنه وجه 40 خطاباً في فترة ستة أشهر تولى فيها الحكم بدأها بخطاب إلى الشعب المصري عبر التلفزيون المصري فورإعلانه رئيساً للجمهورية، وتلا ذلك خطاباً أمام جامعة القاهرة ، ثم خطاباً امام القوات المسلحة بحضور المشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان، وأخر هذه الخطابات التي كانت دائماً ما تثير الجدل هو خطابه أمام انصاره أمام قصر الاتحادية في مليونية دعم قرارات الرئيس، والتي وجهها فيها إهانة إلى القوى السياسية المعتصمة بميدان التحرير، وكان الخطاب قبل الأخير أعقب أحداث الاتحادية وأعلن فيه عن تراجعه عن المادة السادسة للإعلان الدستوري، ثم خطاب إقرار الدستور الجديد، وأخيراً خطابه امام مجلس الشورى. ويعتبر عام 2012 واحدة من الأعوام التي شهدت طفرة في الإعلانات الدستورية حيث صدر في هذا العام فقط 5 إعلانات دستورية كانت أولاها صدرت بعد التعديلات الدستورية في التاسع عشر من مارس وثاني إعلان دستوري صدر في شهر يونيه من نفس العام عن المجلس العسكري وبعد تولي الرئيس محمد مرسي أصدر إعلاناً دستورياً في شهر أغسطس ألغى ما قبله ثم إعلان دستوري أخر فجر أزمة في الثاني والعشرين من نوفمبر، تراجع مرسي عنه بإصدار إعلان دستوري جديد ألغى فيه المادة السادسة وأخيراُ تم إقرار الدستور الجديد بعد استفتاء شعبي انتهى بالموافقة عليه . وشهد عام 2012 ولادة ثمانية أحزاب جديدة من بينها حزب مصر القوية بزعامة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحزب التيار المصري الذي تولاه شباب منشقين عن جماعة الإخوان المسلمين كما أسس الدكتور احمد كمال أبو المجد حزب الشعب الجمهوري . وفي العام نفسه وقف المصريون أمام صناديق الانتخابات أربعة مرات الأولى كانت الأولى في انتخابات مجلس الشورى في يناير من بداية العام والثانية في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في شهر مايو ثم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في شهر يونيه وأخيراً في استفتاء الدستور في ديسمبر نهاية العام . وفيما يشبه "مولد البراءات " على حد وصف النشطاء السياسيين فإن 101 من الضباط قتلة الثوار حصلوا على براءات فيما تنوعت قرارات القضائية لصالح رموز النظام السابق بين إخلاء سبيلهم وقبول الطعون أمام محكمة النقض حيث حصل 6 من رموز النظام السابق على هذه الأحكام من بينهم فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والمتهمين في القضية المعروفة إعلامياً بموقع الجمل . اقتصاديا فقد ترجمت الأوضاع السياسية في صورة تراجع للاقتصاد المصري وارتفعت معدلات الفقر حيث بلغ عدد المصريين تحت خط الفقر وفقاً لجهاز التعبئة العامة والإحصاء إلى 20 مليون مصري، كما تراجع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية في البنك المركزي إلى 15 مليار دولار ليفقد 60% من الاحتياطي منذ اندلاع ثورة 25 يناير . أخبار مصر - حصاد - البديل Comment *