عبَّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه على حياة المعتقلَين الإداريين أيمن الشراونة، وسامر العيساوي المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وحمّل المركز فى بيان له اليوم، الخميس، قوات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياتهما، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن الشراونة والعيساوي. من جانبه قال وزير شئون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع أن الأسيرين المضربين أيمن الشراونة وسامر العيساوي وصلا إلى مرحلة ربما يتعرضا فيها إلى موت مفاجئ والإصابة بالجلطات حسب الأطباء، داعيًا الجهات كافة السياسية والحقوقية إلى إنقاذ حياة الأسرى المضربين وكسر الصمت الذي يحيط بجريمة منظمة تجري بحق أسرى اعتقلوا دون أي مبرر ولأسباب غير قانونية وبشكل تعسفي، محملاً حكومة إسرائيل المسئولية عن حياة الأسيرين. وأشار قراقع إلى أن أجسام الأسيرين المضربين بدأت تتآكل وأن أجسامهما لم تعد تتجاوب مع الفيتامينات أو المحلول بالسكر الذي يعطى لهما وهذا ما قد يؤدي إلى الوفاة، وأن كل يوم يمر يشكل خطرا حقيقيا على حياتهما. وشدد على أن عدم المبالاة الإسرائيلية بمطالب المعتقلين تعني أن هناك نوايا لقتلهما، وان رائحة جريمة تنبعث أمام عدم التحرك أو التدخل من المجتمع الدولي. كما أشار إلى أن رسائل عديدة وجهت إلى كافة المؤسسات الحقوقية والدولية ولبابا الفاتيكان بندكت السادس عشر وحتى الآن لم نجد أي تجاوب لوضع حد لمأساة تجري في السجون. وأكدت مصادر حقوقية متعددة أن وضع المعتقلين الشراونة والعيساوي الصحي في انهيار كامل، ويتدهور يوماً بعد يوم، إثر طول مدة الإضراب عن الطعام، وامتناعهما عن شرب المياه في الأيام الأخيرة، إذ يعانيان من مشكلات صحية متعددة أبرزها: الهزال والضعف العام، فقر الدم، نقص نسبة البروتين في الجسم، نقص نسبة السكر في الجسم، تدهور حاد في البصر، وغيرها، وأن حياتهما أصبحت في خطر شديد. وعلى الرغم من سوء حالتهما الصحية ومكوثهما في المستشفى، ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عن الشراونة والعيساوي، وتمارس عليهما ضغوطات كبيرة لإجبارهما على وقف الإضراب، مقابل إبعادهما خارج الوطن، غير أنهما يرفضان ذلك بشدة ومستمران في إضرابهما حتى تحقيق مطلبهما بالإفراج عنهما والعودة إلى مسقط رأسيهما. وفى هذا السياق قالت صحيفة القدس العربى ان الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات دعا جماهير الشعب الفلسطيني والقوى والفصائل والمؤسسات إلى أوسع حملة تضامن مع الأسيرين المضربين عن الطعام أيمن الشراونة وسامر العيساوي وجميع الأسرى المضربين. وشدد في رسالة تضامن له سُربت من سجنه بهداريم على ضرورة استثمار الأجواء الإيجابية التي تسود الآن في نصرة قضية الأسرى، وفضح الممارسات التي يتعرضون لها من مصلحة السجون الإسرائيلية، داعياً لوضع هذه القضية كأولوية على أجندة العمل الوطني. كما طالب سعدات رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات كل الأحرار والشرفاء في العالم، وكل المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية ببذل كل جهد مستطاع لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم أيمن الشراونة وسامر العيساوى. وأضاف حمدونة أن الشراونة والعيساوى يخوضون في هذه الآونة رحلة فدائية في ضيافة الشهادة ، وتمنى بفعل المخلصين والمحبين والغيورين أن نحولها لهم لرحلة في ضيافة الانتصار كما زملائهم السابقين. داعياً كل الشرفاء للمشاركة في كل خيام الاعتصام المقامة فى كل المدن الفلسطينية والتفاعل مع الحملة الالكترونية الداعمة للأسرى والمشاركة في كل الفعاليات المساندة والدعمة. كما أفادت وزارة شئون الأسرى والمحررين بغزة أن قيادة الحركة اتفقت على البدء مطلع الأسبوع القادم بإعلان مجموعة من النخبة بالإضراب المفتوح عن الطعام (الإضراب النخبوي). وأوضحت الوزارة أنه ومن المفترض ان يبدأ اضراب النخبة بإعلان مجموعة من الأسرى اضرابهم المفتوح عن الطعام، ثم تتبعهم مجموعة اخرى بعد فترة معينة وهكذا حتى يصل لكل السجون علما ان هذه الخطوة سيرافقها خطوات قانونية وخطوات احتجاجية سيقوم بها الاسرى داخل السجون. وبينت الوزارة ان هذا الإضراب النخبوي يأتي ضمن سلسلة من الخطوات التي بدأتها الحركة الاسيرة داخل السجون للتضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام في وقت سابق حيث شهدت الاسابيع الماضية إضرابًا تضامنيًّا كل يوم ثلاثاء وإرجاع الطعام المقدم من ادارة السجن. يذكر ان جنود الاحتلال اعتدوا أمس الأول بالضرب المبرح على المعتقل العيساوي، في قاعة محكمة الصلح بالقدس، والتي عرض عليها للاستماع للاستئناف الذي قدم للإفراج عنه بكفالة أو تحت الإقامة الجبرية إلى حين الانتهاء من محكمته بعد تردي وضعه الصحي. وقد اعتدى جنود الاحتلال على العيساوي وأفراد عائلته بعد إلقائه التحية على أهله الذين حضروا لرؤيته والاطمئنان عليه، رغم دخوله على كرسي متحرك ومكبل اليدين والرجلين بسبب عدم قدرته على الحركة نتيجة طول مدة الإضراب. ثم عاد جنود الاحتلال واعتدوا على العيساوي مرة أخرى بعد أن حاول الصحفيون الوصول إليه للاستماع إلى تعليقه حول وضعه الصحي مع استمرار الإضراب. وقام الجنود بجر العيساوي إلى خارج قاعة المحكمة، وأعادوه إلى مستشفى سجن الرملة مرة أخرى. كما داهمت قوات الاحتلال منزل العائلة واعتقلت شقيقته، المحامية شيرين العيساوي، وعرضتها على المحكمة التي أفرجت عنها يوم أمس، وأبقتها رهن الحبس المنزلي مدة عشرة أيام. وقد طالب المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن الأسيرين إنقاذًا لحياتهما وتكثيف الجهود من قبل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات التضامن الدولية لوقف سوء استخدام دولة الاحتلال للاعتقال وفق الاعتقال الإداري الذي ينتهك الحق الأساسي في محاكمة عادلة. Comment *