في أحد البرامج التليفزيزنية على قناة اون تي في, كان أحد شباب الإخوان بصدد الحديث عن جبهة الإنقاذ الوطني فعلق بأنه يعترض على مسمى الجبهة ووصفها بالإنقاذ الوطني وكان ذلك في حضور الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل فردت عليه متسائلة: أن اسمها بثينة فهل من حقه أن يطلق عليها إسماً آخر ؟! وتعجبت من حديث الإخواني! وعلى غرار طريقة هذا الشاب أود تسجيل اعتراضي كمسلمة تغار على دينها على أن ُتنعت تلك الجماعة الفاشية بوصف أعضائها بلقب "مسلمون", فالإسلام ليس بجلباب قصير وذقن طويل والإسلام ليس شعارات يتم الاختفاء وراءها من أجل تحقيق مكاسب سياسية ومادية واجتماعية وسلطات لا نهائية, لقد قال الله سبحانه وتعالى لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم "ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وأمره سبحانه أن يجادل من يدعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن. إن ما يحدث اليوم من قتل وتعذيب وحصار وترهيب كل من يخالف أو يعارض جماعة الإخوان ليس من الإسلام في شئ. لقد أصبح المجتمع المصري في مواجهة جماعة تدّعي احتكارالإسلام وتطبيق شريعته في حين أن كل الظواهر لا تدل إلا عن جماعة لا تبتغي سوى الحكم والسلطة وقد اتضح ذلك من خلال دستور وُصف بأنه باطل وفقاً لآراء جميع فقهاء القانون الدستوري، حيث يعطي لرئيس الجمهورية سلطات لا حد لها ربما تفوق ما كان يتمتع به مبارك فمن خلال الدستور الجديد يستطيع الرئيس تشريع ما يرى من قوانين كما أعطاه الحق بحل مجلس الشعب المفترض تشكيله بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور بحيث إذا تم تشكيله على النحو الذي لا يرضيه يقوم بحله وإعادة الانتخابات مرة أخرى !! كما يعطيه الحق في تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا وبذلك تصبح لديه جميع السلطات التنفيذية والتشريعية إلى جانب حق التدخل في السلطة القضائية, هذا إلى جانب أنه يمنحه الحق في أن يعين ويعزل من يشاء دون مسائلة أو معارضة حتى أمام القضاء وبذلك يصبح الرئيس فوق كل السلطات والمتحكم في كل السلطات بشكل مباشر أو غير مباشر, والسؤال هنا هل هذه سياسات من يريد تطبيق شرع الله أم أنه يريد الاستحواذ على الحكم بكامل أركانه ؟! هل هذا يمت للإسلام بصلة إنها صناعة ديكتاتور جديد, إن حالة الترهيب التي يواجهها الشعب المصري سواء بحصار المحكمة الدستورية العليا, تلك الواقعة التي لم تحدث من قبل على مستوى العالم, فالمحاكم الدستورية لها قدسية في جميع أنحاء العالم ربما تفوق سلطة الحاكم. وكذلك محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي والتهديد باقتحامها, تلك المنارة التي تضم قنوات حرة أصبحت تمثل متنفس ومركز توعية أساسي للمصريين, وكأنهم يريدون أن يطفئوا أنوار مصر ويعيدونا إلى عهود الظلام والتخلف والرجعية تحت مسمى الإسلام, والإسلام الحق من أفعالهم تلك برئ, لقد صرح العديد من شهود العيان ومن تعرضوا للتعذيب في موقعة الاتحادية أن هناك غرف بقصر الاتحادية أطلقوا عليها مسمى "السلخانة " وأن التعذيب الذي يمارس فيها يفوق ما كان يقوم به النظام السابق ضد معارضيه, فهل هذا هو الإسلام؟! لقد بكى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بكاءً شديداً حين تولى أمر المسلمين وحين سألته زوجته فاطمة بنت عبد الملك عن سبب بكاءه, أجابها أنه يخشى أن يقصر في حق أياً من رعاياه وأنه يشعر بخوف شديد من يوم سيقف فيه أمام الله ويسأله عن كل محروم أومظلوم وعن كل امرأة ضعيفة أو شيخاً كبيراً لقد كان شديد الزهد في الحكم والسلطة وحاول أن ينأى بنفسه عن تلك المسئولية الخطيرة لكنه رضخ في النهاية لإرادة المسلمين في تلك الفترة, هذا هو الإسلام, أما ما يحدث اليوم فهو شديد البعد عن هذا الدين العظيم وتعاليمه السمحة, الاستماتة في الوصول للحكم مهما كان الثمن حتى لو على جثث شباب مصر كل هذا لا يمت للإسلام بصلة, لذلك أدعوا جماعة الإخوان أن تختار أي شعار آخر بعيداً عن الإسلام .. Comment *