رصد "البديل" أجواء رحلة القافلة المتوجهة إلى قطاع غزة، التي انطلقت من أمام مقر نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، في حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم أمس الأول. حيث وصلت القافلة، التي كان قوامها سبع حافلات تقل 329 متضامناً مع غزة من لفيف من القوى الوطنية، أبرزهم حزب الدستور، وحزب مصر القوية، وحزب التيار المصري، والتيار الشعبي، وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، وعدد من الشباب المستقل إلى بوابة محافظة الإسماعيلية صاحبتها قوة من الشرطة المصرية لتأمينها قوامها ثلاث سيارات شرطة بداخل كل سيارة 4 جنود مسلحين يرتدي كل منهم واقياً من الرصاص ، وكانت القوة المصاحبة للقافلة يتم استبدالها بقوة أخرى من المحافظة أو المركز الأمني التي تصل إليه القافلة الى أن وصلت الى معبر رفح . وبوصول القافلة إلى المعبر سمع المتضامنون أصوات القصف من وقت لأخر وشاهدوا أعمدة الدخان المتصاعدة في السماء ، كما لم ينقطع لحظة صوت طائرات الإستطلاع الإسرائيلية بدون طيار والتي يطلق عليها الفلسطينيون اسم الزنانة . وقضى محرر "البديل" مع القافلة داخل معبر رفح حوالي 4 ساعات هي مدة الإنتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة للعبور ، كما اتخذت السلطات المصرية قراراً استثنائياً بدخول المتضامين الى قطاع غزة ببطاقة الرقم القومي في حال عدم توافر جواز السفر ، وقام مكتب المخابرات الحربية بالمعبر بالتأشير لمن هم تحت سن التجنيد بالدخول إلى غزة شريطة توقيع المنظمون على وثيقة ضمان بعودة كل من دخلوا ، وإن لم يعد أحدهم يتحملوا هم المسئولية الكاملة . ومن ثم دخل المتضامنون الى الجهة الفلسطينية من المعبر حتى استكملت الحكومة الفلسطينية وإدارة المعابر إجراءاتها القانونية وختم التأشيرات ، وبعد الإنتهاء من تلك الإجراءات كان في استقبال القافلة سبع حافلات أقلتهم الى داخل القطاع وسط حالة من إرتباك الأمن الفلسطيني المرافق نتيجة القصف الإسرائيلي القريب من المعبر وفي طريق القافلة الى مدينة غزة وتحديداً مستشفى الشفاء كان أهالي مدينة رفح الفلسطينية و الأحياء التي مرت بها القافلة يخرجون من النوافذ ليحيوا القافلة رافعين علامة النصر ليرد عليهم المتضامنون بالمثل وبعض الهتافات . وفور وصول القافلة الى مستشفى الشفاء وهو أكبر مستشفيات قطاع غزة ، شرعوا في رفع الأعلام المصرية والفلسطينية وترديد الهتافات التي كان منها : " بنرددها جيل ورا جيل .. لن نعترف بإسرائيل " ، " كل مصر بكل عزة .. إحنا ما بنبعش غزة " ، " الإنتقام الإنتقام .. يا كتائب القسام " ، " يا مقاوم يا حبيب .. اقصف دمر تل أبيب " ، وكان في استقبال القافلة وزير الصحة في حكومة حماس الذي رحب بالمتضامنون وعبر عن سعادته الباغلة لأنه كان في استقبال أو قافلة شعبية مصرية تصل القطاع ، واصفاً ما حدث بأنه تحول نوعي في نظرة الحكومة المصرية الى قطاع غزة ، وكانت الهتافات من المتضامنين تقاطعه من حين لأخرى ، كما أعطى الكلمة من بعده الى ممثلي الأحزاب والحركات المنظمة للقافلة . وشرع المتضامنون بعدها في زيارة الجرحى والمصابين داخل المستشفى ، مما رفع من معنويات المصابين بحسب تعبير أحد مصابي كتائب القسام بالمستشفى . كما لحقت بالقافلة 4 حافلات كانت تابعة لحزب مصر القوية وخرجت من القاهرة في الساعة الواحدة ظهراً فوصل عدد القافلة إلى 529 . وبات المتضامنون ليلتهم في ساحة مستشفى الشفاء نظراً لإعتذار وزير الصحة عن عدم توافر إمكانية للتحرك تحت القصف ، في أثناء ذلك تم قصف مركز شرطة العباسي الذي يبعد عن المستشفى مسافة لا تزيد عن 100 متر ، حتو وصلت بعد الشظايا الى داخل المستشفى ، كما تم قصف المبنى المجاور للمجلس التشريعي الفلسطيني والذي يبعد مسافة لا تزيد أيضاً عن 100 متر الأمر الذي أدى إلى تهشم زجاج إحدى الحافلات التي أقلت المتضامنون ، مما جعل المتضامنون يتجمعون أمام الشارع الذي تم استهدافه لزيارة المكان المقصوف غير أن الشرطة الفلسطينية طلبت منهم الرجوع عن هذه الفكرة ، فامتثل المتضامنون لطلبهم ولكنهم شرعوا في الهتاف وترديد الشعارات المناوئة للقصف . وعبر بعض رجال الشرطة الفلسطينية للمتضامنون أن وجود الوفد المصري ساهم في تهدئة القصف الإسرائيلي بشكل كبير مقارنة باللية التي سبقتها . وفي حوالي الساعة السابعة صباحاً استقل المتضامنون الحافلات في طريقهم للعودة وانتظروا في المعبر من الجهة الفلسطيني حتى الساعة التاسعة صباحاً وهو وقت الدوام الرسمي للمعبر، وظلوا بداخل المعبر من الجهة المصرية حتى الساعة الثانية عشر ظهراً وقت انتهاء الإجراءات. Comment *