وسط هتاف «بنرددها جيل ورا جيل.. بنعاديكى يا إسرائيل»، عبرت قافلة النشطاء المصريين المتضامنين مع قطاع غزة، والتى تضم 500 ناشط، معبر رفح، مساء أمس الأول، لتقضى ليلتها الوحيدة داخل مستشفى الشفا، وبعد 12 ساعة تحت القصف، غادر الوفد أرض القطاع، عائدا إلى القاهرة، بعد تبادل التلويح بعلامة النصر، وإشارات الوداع، والدعوات برفع المحنة، مع النشطاء الفلسطينيين الذين وقفوا لتوديع الوفد. فور وصول القافلة إلى معبر رفح فى طريقهم إلى داخل القطاع، أنهت سلطات المعبر إجراءات الدخول فى زمن قياسى، لم يتجاوز الساعتين، كما تجاوزت عن الكثير من الإجراءات الروتينية، بسماحها للنشطاء بدخول ببطاقة الرقم القومى، فى واقعة غير مسبوقة فى تاريخ المعبر، الذى عبره النشطاء لتبدأ بعدها ملامح خلافات بين عدد من أعضاء الوفد، عندما هتفت الناشطة رشا عزب بسقوط المرشد، على خلفية تردد أنباء عن إرسال جماعة الإخوان المسلمين وفدا إلى القطاع، وهو ما دفع عددا من الأعضاء إلى التهديد بالانسحاب من القافلة. ومن جانبها، سمحت سلطات حماس، التى تتولى إدارة الجانب الآخر من المعبر، بدخول 10 أتوبيسات لنقل النشطاء مباشرة إلى مستشفى الشفا فى غزة، التى تبعد مسافة 50 كيلومترا فقط عن المعبر، قطعتها الأتوبيسات ببطء خصوصا مع استمرار القصف العنيف للشريط الحدودى، من جانب المقاتلات الإسرائيلية.
وطوال الطريق بين رفح وغزة، كان المرافق الفلسطينى يشير إلى آثار القصف الإسرائيلى لمدن القطاع، رفح، وخان يونس، ودير البلح، وصولا إلى غزة، وعلى جانبى الطريق، وقف عدد من السكان للترحيب بالوفد المصرى، الذى دخل القطاع على مسئوليته الشخصية، حسبما أبلغه المرافق الفلسطينى، قائلا: «حاولنا الاتصال بالسفارة المصرية فى رام الله، لتقوم بإخطار إسرائيل بوجودكم، ولا تستهدفكم، إلا أن هاتف السفارة لا يرد، لذلك نحن وإياكم فى عهدة الله».
وعند وصول الوفد إلى مستشفى الشفا، كان فى انتظاره عشرات الإعلاميين، الذين وقفوا لتغطية الاستقبال الفلسطينى للوفد الشعبى المصرى، حيث وقف فى استقباله وزير الصحة الفلسطينى مفيد المخللاتى، الذى ألقى كلمة عليهم، قامت خلالها المقاتلات الإسرائيلية بقصف أهداف فلسطينية على مسافة 300 متر، ثم بدأ المصابون وجثث الشهداء فى الوصول إلى المستشفى، وبلغ عدد الشهداء 7 أشخاص، خلال فترة وجود الوفد. ومنعت حركة حماس نشطاء تنظيم «الاشتراكيين الثوريين» من توزيع بيان للتضامن مع الشعب الفلسطينى، وتمت مصادرته بحجة أنه «ليس مدرجا على برنامج الزيارة»، فيما بدأت بعدها البوارج الحربية الإسرائيلية فى قصف شاطئ غزة، بالتزامن مع طلعات جوية للطائرات الإسرائيلية دون طيار، التى تحلق فى سماء القطاع على مدى 24 ساعة، للبحث عن منصات إطلاق الصواريخ، التى تخرج من خنادق تحت الأرض لتقصف، ثن تعود إلى مكانها، وهو ما استفادت منه الفصائل الفلسطينية من خبرات حزب الله فى حرب 2006. وبعدما قضت القافلة ليلة صاخبة بالهتافات والقذائف، فى ساحة مستشفى دار الشفا، حيث ردد النشطاء «غزة غزة يا أرض العزة»، فيما خرج العاملون بالمستشفى من النوافذ لتحية القافلة، وفى الصباح، غادرت القافلة القطاع، بعدما طافت شوارع غزة، لتكون شاهدة على آثار العدوان الإسرائيلى على القطاع.