* الصحيفة تنتقد صمت إدارة أوباما على النظام المصري وتشير أن السبب هو حاجتها إليه في عملية السلام * 3 دروس لانتفاضة الياسمين لم يدركها أوباما : المظالم الاقتصادية يمكن ترجمتها فورا لمطالب سياسية .. الثورة يمكن أن تحدث في غياب معارضة قوية..مهما طال القمع فإن التغيير قادم * وجود نظام مبارك ضروري للمصالح الأمريكية .. والجزائر وسوريا والأردن وليبيا مهيأة لحدوث ثورة ترجمة – شيماء محمد : انتقد تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست سياسة تعامل إدارة الرئيس أوباما مع النظام المصري عقب الانتفاضة التونسية ,أشار التقرير الذي كتبه الصحفي جاكسون ديل تحت عنوان ” أوباما لمبارك ” : انسي تونس إلى أنه كان ينبغي أن تشكل الثورة الشعبية التونسية جرس إنذار لنظام الحكم المطلق الذي يتبعه حسني مبارك في مصر وكذلك جرس إنذار لمن يدعمونه في إدارة أوباما. لكن بدلا من ذلك ، تتحرك القاهرة لتقليل النفقات بمباركة ضمنية من الرئيس أوباما. ويضيف التقرير أنه في الوقت الذي وصل فيه الرئيس التونسي زين العابدين بن على إلى منفاه بالسعودية أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن القول بأن – نظام بن علي الذي استمر 23 عاما في السلطة – يشبه حكم مبارك – الذي استمر 29 عاما - “مجرد هراء ”. وأصر على أن التوقعات بأن سياسات مبارك 82 عاما يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة في مصر هي ” أوهام”. وأشارت الصحيفة أن ذلك يأتي رغم القمع الشديد الذي يمارسه نظام حكم الرئيس مبارك ضد المعارضة السلمية ورغم الارتفاع المتواصل في أعداد العاطلين. وقال التقرير أن مثل هذه التصريحات كانت متوقعة من أبو الغيط (68 عاما)، والذي وصفه التقرير بأنه واحد من أكثر تابعي مبارك المخلصين وقال التقرير أنه ليس من المستغرب أن مبارك وحاشيته سوف يتجاهلون العلامات المثيرة للقلق والإنذار بأن مصر يمكن أن تنتج نفس الشرارات التي أشعلت تونس : ففي الأيام ال 10 الماضية قام تسعة من المحتجين المصريين إما بإشعال النار في أنفسهم أو محاولة فعل هذا في تقليد للتضحية بالنفس الذي أشعل الثورة التونسية. ووفقا للبيانين الصادرين من مصر وأمريكا والمصادر الخاصة لكاتب التقرير – طبقا لما أشار فإن الشيئين اللذان لم يتم مناقشتهما هما : الحاجة لحدوث تغيير من أي نوع في مصر والركود السياسي في مصر– لمدة ست سنوات — . هذا وعلى الرغم من حقيقة إن نظام مبارك زور الانتخابات البرلمانية وأحيانا قمع المعارضة بوحشية وقام بتحديد موعدا لإجراء انتخابات رئاسية مماثلة في وقت لاحق من هذا العام دون أي تغيير يفتح الباب لتداول السلطة وتوقع التقرير أن هذه الانتخابات من شأنها أن تمدد فترة ولايته . وأضافت الواشنطن بوست أن عدم إشارة أوباما للإصلاح في محادثاته مع مبارك تعني رهان على قدرة الرئيس مبارك لمنع أي انتشار للاضطرابات مثل التي حدثت في تونس. ووفقا لبيان البيت الأبيض أن ” الرئيس أوباما تشارك مع الرئيس مبارك في أن الولاياتالمتحدة تدعو إلى الهدوء ووضع حد للعنف”. وتابع البيان في تكرار دعم الولاياتالمتحدة للديمقراطية في تونس– وهو موقف الإدارة المعتمد فقط بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي — . لكن المراقبون في مصر ومنطقة الشرق الأوسط فهموا الرسالة سريعا : بان دعم أوباما ل “انتخابات حرة ونزيهة” لا يشمل مصر. وأضاف التقرير أن موقف إدارة أوباما غير مفاجئ : فلمدة سنتين خففت الإدارة دعمها لقضية الإصلاح في الأنظمة الاستبدادية العربية , وخصوصا في مصر ,. ويبدو أن ذلك يعود إلى حاجة إدارة أوباما لمساعدة مبارك في عملية السلام العربي الإسرائيلي، والتي ركز أوباما عليها بلا جدوى على حساب قضايا أخرى، وقال التقرير ربما أن السبب هو أن إدارة أوباما ترى أنه لا يوجد بديل لمبارك، على الرغم من ظهور كتلة حركة الإصلاح وراء الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي، وأنه ليس هناك إمكانية لثورة شعبية في مصر. وتشير الصحيفة أن هذا التحليل قد يكون صحيحا – لكنه يتجاهل الدروس التي أستخلصها خبراء الشرق الأوسط من تونس . مشيرة أن ميشيل دون التابع لمؤسسة كارنيجي استشهد بثلاثة دروس من ثورة تونس : ” أولا، المظالم الاقتصادية المنتشرة على نطاق واسع مثل البطالة بين الشباب الذي يمكن في الواقع أن يتم ترجمتها بسرعة إلى مطالب محددة للتغيير السياسي ، ثانيا ، أن هذا يمكن أن يحدث حتى في غياب معارضة قوية من المنظمات” أما الدرس الثالث لثورة الياسمين في تونس ولعله الأكثر تميزا من كل شيء : وهو أنه مهما طال التأجيل فان التغيير يأتي في النهاية ، ومن المذهل هو كيف انه في كثير من الأحيان يمكن أن يأخذ القليل نسبيا من الجهد والوقت “. وتنطبق هذه الدروس على عدد من الأنظمة الاستبدادية العربية، بما في ذلك الجزائر وليبيا والأردن وسوريا. ولكن بالنسبة للولايات المتحدة، فإن المخاطر أعلى في مصر. وفي هذا الصدد فان صمت أوباما على ضرورة الإصلاح في مصر هو ليس فقط رؤية قصيرة المدى بل هي أمر خطير.